“فتح الأندلس”: من هلا حداد ومايا إبراهيم إلى الشوف اللبناني، عبر الدنجوان بيار داغر، شكراً لبنان

بقلم الكاتب الصحفي الأردني الأستاذ نضال العضايلة

منذ عرض حلقته الأولى على القناة الأولى الحكومية مع بداية شهر رمضان، أثار مسلسل “فتح الأندلس” لمخرجه ومنتجه الكويتي محمد سامي العنزي الجدل في المغرب.
وتصاعد الجدل مع توالي عرض الحلقات، إذ قال منتقدوه إنه يتضمن مغالطات تاريخية حول هذا الحدث التاريخي الهام، وأصول وشخصية بطل الفتح القائد طارق بن زياد.
وشملت الانتقادات الجانب الفني بسبب عدم تدقيق صناع العمل تفاصيل المرحلة التاريخية من لباس وأكل وعمران.

ولكن، وأمام كل الإنتقادات التي طالت المسلسل التاريخي، كان لا بد أن نلقي الضوء على أبرز ملامح العمل الإيجابية، تلك التي لعبت دوراً في نجاح المسلسل حتى الآن.

ظروف التصوير القاسية وميزانية عالية

وللاشارة هنا، فقد تمّ تصوير المسلسل في عزّ أزمة كورونا وفي ظلّ ظروف مناخيّة باردة، وصلت إلى ما تحت الصفر، وفي منطقة من أجمل مناطق لبنان وهي منطقة الباروك في الشوف.

مسلسل فتح الأندلس بميزانيّة ضخمة جدًّا تخطّت 3 ملايين دولار، والذي يعرض على أكثر من عشر قنوات فضائيّة، ضمّ كوكبة كبيرة من الوطن العربي ومن بينهم الفنّان اللبناني بيار داغر بدور جوليان حاكم سبتة، واللبناني رفيق علي أحمد بدور موسى بن نصير، السوري سهيل جباعي بدور طارق بن زيّاد، والأردني عاكف نجم بدور ابو بصير، والسوري تيسير ادريس بدور لوذريق، واشترك في تأليفه المصريان ابو المكارم وصابر احمد والسوريين صالح السلتي ومحمد اليساري وإبراهيم كوكي، والكويتي مدين الرشيدي، إنتاج وإخراج محمد العنيزي، وانتجه وأخرجه الكويتي محمد سامي العنزي.

قصة العمل وفنان من طينة الكبار

يحكي العمل قصة قائد جيش الإسلام المغوار طارق بن زياد وفتوحاته الكبيرة في مدن طنجة وسبت وطليطلة وصولًا لفتح الأندلس وخلافه الشهير مع القائد موسى بن نصير.
ولعل أبرز ما يلفت النظر في هذا المسلسل هو الدور الرائع الذي لعبه الفنان اللبناني الهوليودي بيير داغر في دور الكونت جوليان، وهو الفنان الذي أثبت أنه من طينة الكبار، ورغم اللغط الذي أثاره هذا المسلسل التاريخي حول هويّة طارق بن زيّاد إلّا أنّ هناك إيجابيات كثيرة منها الصورة الجميلة التي ظهرت على الشاشة التقنيات العالية ، جمع كوكبة كبيرة من الوطن العربي.
الظهور اللافت للفنّان اللبناني الذي أدّى دوره بدرجة تفوّق وإبداع وهذا ليس بالجديد على أنطوني كوين العرب أو فنّان هوليوود العرب، لأنّ بيار داغر لبناني الجنسيّة وعالمي الهويّة وآداؤوه الهوليوودي تخطّى القدرات الخيالية فهو يمتلك مخزون كبير في عبّه وأدوات لكلّ شخصيّة دون الإحتياج إلى أيّ إضافات خارجيّة ينبش ما يخبّىء في جعبته ويزيّن بها الشخصيّة التي يؤدّيها دون أن يبخل عليها بشيءٍ إن كان من الطاقات الجسديّة أو اللغة أو الصوت الذي لطالما قرأنا عنه تعليقات رائعة أبرزها ليت الأصوات تؤكل.

اقتباس من الزميلة الإعلامية اللبنانية

هنا، أضم صوتي لصوت الزميلة الإعلامية اللبنانية هلا حداد وأؤيدها وهي تتحدث عن هذا المسلسل، وأحد أبرز أبطاله، “وهنا اقتبس” وبكل فخر:

وما فينا نحكي عن “فتح الأندلس” بدون ما نفتخر بمشاركة الممثل اللبناني القدير بيار داغر- بدور جوليان حاكم سبته- يللي رغم الانقسام حول المسلسل، كان في إجماع على نجاح داغر باداءه لهالشخصية، بحنكة وذكاء واستعمال كل أدواته الفنية وابرزها سحر صوته ولغة جسده عالية المصداقية، وعفوية التنقل بين حالة وحالة، والبعض اعتبر داغر البطل الحقيقي للعمل، ليكون السؤال: هل كتابة الشخصية او قدرات الممثل هي يللي اوحت بهالشي للمشاهد.. ومنتفهم سبب الغياب الطويل لداغر عن الدراما يللي ما بتحمل هوية، لأن مخزون موهبته بحاجة إلى دور فيه تحدّي مثل دور جوليان..
اما بالنسبة لعشاق شخصية الحاكم جوليان واعتباره صديق للعرب ساعد على “فتح الأندلس” بالنسبة للغرب جوليان خائن، على فكرة بايامنا أصدقاء الغرب من العرب كثار.
”فتح الاندلس” مش اول عمل تاريخي بثير الجدل، ولا رح يكون المسلسل التاريخي الأخير.. يللي عندو وظيفة سياسية.

التعليقات