كتبت: حنان فضل الله
كثيراً ما عانى اللُّغَوِيون، متعاونين مع خبراء نفسيين، لاختيار العبارة التي لا تجرح مشاعر ذوي الإعاقة، فتحوّلت عبارة معاق إلى معوّق ثم صار المعاقون يوصفون بـ “ذوي الاحتياجات الخاصة” وصولاً إلى قمة التشجيع: ذوي الهمم..
لكن.. يبدو أن معاناة هؤلاء ذهبت سدى.. فقد بدأت ظاهرةٌ غريبة بالتفشّي، في دول غربية عدة وهي التحوّل الإرادي الاختياري إلى الإعاقة!!! أي أن يختار أشخاص إعاقتهم البدنية بأنفسهم!!
لقد قدّمت إعلامية أميركية تقريراً مختصراً، ويبدو شديد اللهجة التحذيرية من مستقبل مرعب!!
لقد وصفت بـ السخافة الحقيقية: اختيار أناس أسوياء التحوّل من الصحة والسلامة والعافية إلى الإعاقة، مثلاً:
⇐ لمجرد أن “شعر” أحد البريطانين بأنه معاق بادر إلى قطع يده..
⇐ سيدة من كاليفورنيا أطفأت عينيها بدواء التنظيف، لمجرد شعورها بالرغبة في أن تكون عمياء..
⇐ رجل بالغ نشر إعلاناً عن حاجته إلى مربية لأنه يشعر أنه طفل رضيع..
هذه “الحرية الشخصية ستجد من يدافع عنها، ومَن يسنّ القوانين الداعمة لحقوق أصحابها، كما سبقتها “موضة” الحرية الشخصية للمثليين والمتحوّلين والعابرين “جنسياً..
أي ثقافة جديدة بدأت تغزو المجتمع الغربي؟ تحوّلات عمرية وجنسية وعرقية و.. غير ذلك من فَلتان الضوابط والقيم والنُظُم الإنسانية والفِطرة البشرية!!
والسؤال الأعظم والأخطر، متى ستبدأ تلك “المشاعر” بالسيطرة على عقول من عندنا، من أتباع الموضة والأفكار “التحرّرية”؟؟
متى تبدأ بالوصول؟
هل يحتمل شرقنا الحزين الموبوء منذ سنوات بعاهات فكرية وإعلامية وفنية وسياسية؟
المتحوّلون “إعاقياً” على الطريق..
سيجدون حتماً من يدافع عنهم هنا ايضاً، عن حقوقهم وسيرسمون خطوطاً حمراء جداً لـ الحريات الشخصية والقناعات وباقي الـ bla bla bla.. سيجدون جمعيات ومنظمات تتزحلق على قوس قزح (ما غيرو) وتلوّح به.. وستدعو إلى إقرار القوانين الداعمة لتلك الـ”حقوق” من يضبط الأمر؟ من يمنع الكارثة قبل وقوعها؟
من يردّهم؟
هل يشمّر الإعلاميون والمثقفون والفنانون والمربّون/ قادة الرأي زنودهم ويباشرون بشجاعة إلى ردّ الطوفان الخطير الآتي؟ أم يتركون بغلاً هائجاً يقلّد اي موضة تأتيه من حيث السيّد الأبيض؟!!!
الفيديو عن الانترنت