كتبت: حنان فضل الله
الاعتداء على مؤسسة تربوية منبوذ ومُستنكر، هذا من الآخر.. لكن..
سلوك جماعي غير عقلاني جاء بُعيد المكالمة الهاتفية “الغدّارة” والمخيّبة جداً جداً.. ولكن..
لا ذنب لأسرة المدرسة التي هجم عليها شبان “فائرون” أحرقوا وخرّبوا.. ولكن..
في المدرسة هيئة تعليمية وطلاب من مراحل عمرية مختلفة، لعل معظمهم من البيئة.. ولكن..
قد يقول قائل إن راغب علامة فنان صار له في عالم الفن نحو اربعين سنة ، وقد أخطأ والعفو من شِيَم الكرام.. ولكن..
قد يُطمئن آخر أن عائلته تبرأت منه واستنكرت كلامَه “إياه”: ارتحنا من ربّو.. ولكن..
قد يغضب آخر ويعلّق، وما علاقة راغب بـ.. ربّ السيد؟! وهو، راغب، يقيم في “غير عالم”، حيث النعنشة والفرفشة والتنصّل من كل وما ينغّص عليه عيشَتَه.. ولكن..
راغب مغني معروف، يستمتع اليوم بكهولة العمر، بروح شبابية عالية، وبما أنه ملقّب بسوبر ستار، فيحق له أن “يستعرض” شبوبيته رغم اقترابه من سن السبعين، مثلنا كلنا على أي حال ومع اختلاف عدد السننين التي تفصلنا عن السبعين.. أن ينطّ ويحط، أو لا يحط.. ذاك شأنه.. أن يفرد صدره العاري، يظهر بالشورت، يمدّ لسانه، يرقص، يغني بالمصري (غالباً) مع أنه لبناني الهوية ويفتخر.. هو حرّ.. لا يملك أحد أن يملي عليه ما يفعل.. أو يغني.. أو يرتدي..
عودٌ على آ”العملة” التي لا تزال تبروز اسم راغب علامة كـ ترند على كافة مواقع التواصل: ربّ نصر الله!!؟؟
ارتاحوا (راغب بالجمع) “ارتحنا من رب نصر الله”؟! هيك؟ بهذه البساطة.. طبعاً لم يكن يعلم أن صوتَه كان على مكبّر الصوت.. وتمّ تسريب المكالمة بينه وبين عبد الله بلخير!!
هل وقع العلامة الفارقة ضحيةَ خديعةٍ مقصودة أم تصرّف غير مسؤول؟! هل يهمّ؟! ربما..
على فكرة.. ربّ نصر الله؟ أم نصر الله؟ الذي كان ولا يزال خياله يهز أركان العدو..
على فكرة ثانية.. لنا أرض محتلة وعدو ينتهك السيادة ويخرّب ويدمّر ويتسلّل وينفّذ إجرامه..
طيب ربّ العدو “من شو بيشكي”؟ لِمَ لا يأتي أحد من جماعة الفرفشة والنعنشة على ذكره؟!
و..
هذا الجمهور الذي غضب واستنكر وخبّص ربما، بالحكي أو بالفعل أو لعله قال كلاماً صائباً، إلا أنه فوجىء بما وصل اليه، كما تصل النار إلى الهشيم.. حتى أنت يا برتوتوس!!
حتى أنت يا راغب.. ألا يكفينا كومة الشامتين التي لم تتوقف عن بخّ السمّ خلال الحرب الأخيرة على بلدنا ولا تزال؟! هل من لزوم لذكرهم فردةَ فرداً!!
يقابل هؤلاء.. جمهور انكسر خاطره كثيراً واشتاق كثيراً كثيراً..
منهم شبّانٌ يفتقدون السيد..
هؤلاء لم يعتادوا غيابه ولنْ.. لنْ..
هؤلاء لم يكونوا على علم بمقدار ان يحبوا قائداً بهذا القدر.. جرح قلوبهم لم يندمل بعد ولن..
هؤلاء ممن تشكّل وعيهم السياسي والوطني معه.. صدقوه ووثقوا به وانتظروا بيانه وهتفوا له..
هؤلاء ممن غُدِروا كثيراً وتجمعت عليهم حثالة الأمم.. وحيكت عليهم خططٌ من أركان جهنم.. لكنهم عضوا على الجرح وصمدوا..
هؤلاء ممن خاب أملهم كثيراً وعاشوا حزناً كبيراً..
هؤلاء ممن غاب عنهم عزيز الروح.. قد لا تتمكنوا من فهمهم.. او تفهّم ردّة فعلهم.. لكن..
كثرةُ “الدقّ” تفك اللحام.. وقد صار الدقُّ كثيراً..