هل تكتمل فرحة عودة الهدوء إلى مار مخايل-الجميزة- المدوّر ليعود شارع الراحة بدل القهر والفقش؟!

كتبت: حنان فضل الله

في 23 نيسان/ أبريل الماضي كتبت الزميلة هلا حداد مقالة عبّرت فيها عن استياء مئات العائلات التي تقطن في مثلث القهر والسهر رغماً عنه، مثلث الضجيج المزعج “مار مخايل- الجميزة- المدوّر” وعنونتها بـ “شارع مار مخايل- الجميزة- المدور.. شارع سهر أم شارع قهر”؟ والذي تتسبّب بكل إزعاجاته مجموعة من “السهّيرة” المنفصلين عن الذوق واحترام راحة الآخر وحرّيته في أن ينام وقت يشاء، ويرتاح بعد يوم عناء، لا أن ينطّ ويفزّ مرعوباً من نزَق جماعة آخر الليل.. زمامير ودبيك وعجقة وهيصات لا نهاية لها ولا مشاعر إنسانية ومواطَنة.

اليوم 10 أيار/ مايو، هل يمكن للأهالي الذين عانوا الأرق لليالٍ طويلة، أن يناموا كأي أبناء حيّ طبيعي؟ لقد أقفلت قوى الأمن الداخلي في شارع مار مخايل عدداً من الملاهي بسبب مخالفتها القوانين المرعية الإجراء وتسببها بإقلاق راحة سكان المنطقة لليالٍ طويلة طويلة..

الخبر يبشّر بكثير من الخير.. ثانياً لأن القوى الأمنية استجابت لنداءات الأهالي التي يمكن وصفها بالـ “مزمنة”.. وأولاً لأن الأهالي اتبعوا القول المأثور: ما ضاع حقٌّ وراءه مُطالب”، فتمكّنوا بإصرارهم على المطالبة بحقهم الطبيعي ببعض الهدوء والسكينة، من خلال تقديم شكاوى ضدّ المخلين، أن يحصلوا على “بعضها”، على أمل تطبيق النظام اعادل على من تبقّى من قليلي الذوق.. لكن..

ست نوادٍ ليلية جرى إقفالها بالشمع الأحمر- حسب ما أخبرنا عدد من أبناء المنطقة، قد أحيلت الملفات الى القضاء المختص، للمعالجة بما تقتضيه القوانين المرعية الإجراء.. لكن..

كل الشكر للقوى الأمنية المسؤولة في المنطقة، بكافة رتبائها وعناصرها، على أمل ألا تدخل المحسوبيات، والوساطات المخزية، فتعيد فتح نوادٍ ليلية لتعيد الكرّة ذاتها في الإزعاج وإقلاق الراحة.. لكن..

على أمل-آخر- أن النوادي الليلية التي أُقفِلت لـ 24 ساعة فقط.. وأعيد فتحها اليوم، بسحر ساحر ماكر راشٍ مرتشٍ، تلتزم بالذوق والحسّ وحُسنِ الجيرة،

وعلى أمل أخير.. أن تتحرّر الأرصفة- ووظيفتها الأساس تسهيل مرور المارة (العابرين على قدمين)- من احتلال الكراسي و”ركابها”..

كل هذا وذاك، حتى لا يفقد الأهالي إيمانهم، وثقتهم، ورهاناتهم بالدولة وممثليها على الأرض..

ففي نهاية الأمر تبقى الدولة دولة.. وأسياد البيوت أسيادها، وكذلك العائلات وستاتها وبناتها وأبناؤها..

والبارات بارات ما لها إلا “زبوناتها”..

 

التعليقات