هي “عواميد” كنتُ كتبتها في بيتي الصحفي الأحب إلى قلبي، مجلة الحسناء، بإدارة الشيخ عفيف الصايغ الذي انطوت برحيله، مرحلة من زمن الصحافة المكتوبة الجميل والنظيف والراقي والنقي..
قرّرت إعادة نشرها في “حرف عربي+”، حنيناً إلى تلك الأيام.. وما تضمّه في طياتها من ذاكرة عمْر.. بعضُ تغييرات أحياناً للنص الصغير؟ لا بأس..
حنان فضل الله
***
بيروت-11- نيسان /أبريل 1997
ما معنى الإعلامي؟! هل له علاقة بالـ “بريستيجيا”!!
(على فكرة.. إن البريستجيا هي تعبير عنّ على بالي ونوّر اليوم/ الآن- الساعة 9.01 بتوقيت بيروت في 9/9/ 2018 وأنا أستعيد “عامود” قلبي على بلدي هذا.. وهي علّة فينا نحن اللبنانيون، العاملون في الإعلام وفي كل مجال آخر.. فاقتضى التوضيح)
أطرح هذا السؤال وقد عبق في الجوّ لقب الإعلامي، والتصق بمن يستحقّ ومن لا يستحقّ.. وهو كما أذرع/ أرجل الأخطبوط.. يتمدّد.. ويتمدّد ويتمدّد ويتمدّد ويتمدّدويتمدّد ويتمدّدويتمدّد ويتمدّد.. ويتمدّد!!
وهل تنقص “شقفة” من هذا الدخيل على عالم الإعلام إذا لم يلصق بالقرب من اسمه لقب الإعلامي؟ هل عنده عقده نقص يريد أن يحلّها عبر تقرّبه من المهنة الأصعب، من خلال “دبقة” إعلامي؟!
بجدّ.. من هو الإعلامي؟
هل هو من يعمل في حقل الإعلام؟ والإعلام حقوله واسعة جداً فيه المرئي والمسموع وفيه المقروء- المكتوب؟! ولكل حقل توصيفه المحدَّد والمحدِّد..
من ينوّرنا- بالله عليه- وقد اختلط علينا الأمر حيثُ مجتمع الإعلاميين بات أوسع من أن يتسع له مجال، إذ صار:
- من يسجل إعلاناً بالصوت أو “يُصــَوْصي” أخطاءً لغوية “تفلج.. هو إعلامي!
- ومن تربط فقرات الصباح أو برامج السهرة أو الظهيرة (أو فترات الفجر).. هي إعلامية..
- من يقدّم برنامج منوّعات (لا راح ولا إجا.. مع أنه قد يكون راح وإجا ومن ثمّ راح وما إجا) هو إعلامي..
- من تقرأ نشرة الأخبار (دون إعدادها).. إعلامية..
- ومن تتنبّأ بالطقس، ومن يقرأ الأبراج، ومن يعدّ الطبخة.. كلّهم إعلاميون ؟!
- ألم تعد ألقاب: صحافي، مذيع، مقدّم برنامج، مذيعة ربط فقرات… تملأ عين أحد؟ ألا بريق في لقب “صحافي”؟ ألا بريستج لها؟
- من هو الإعلامي؟! ما هو؟! (رجاء … من يملك الإجابة الوافية… فليمدّنا بها!!).