(الصورة من تصميم الفنان المبدع Garabet Tahmajian)
كتبت: حنان فضل الله
غداً تحلّ الذكرى الـ 46 للحرب التي احترنا في تسميتها حسب انتماءاتنا الفكرية، ثقافاتنا السياسية، اتجاهاتنا الإيديولوجية، زرائبنا الطائفية.. الحرب الأهلية؟! الحرب اللبنانية؟! حرب الآخرين على أرضنا؟!
غداً يعود شعار “تنذكر وما تنعاد”.. وخبريات البوسطة و”الغريب” والخنادق و”الزعما” و”انتو السبب لاء انتو”.. وقيح الذبح على الهوية الذي كان ينزّ وتفوح رائحته النتنة..
من قال إن هذا الشعار يجب أن يبقى راية “نلولح” كل عام؟!
لا تنذكر ولا تنعاد.. هو الأنسب.. لماذا؟ لا أعرف الإجابة إلاّ أنني أسأل..
هل تعلّمنا مما جرى؟
هل نبدأ من أول وجديد؟
ألا نبدأ من أول وجديد ونكاد “نقبّر” بعضنا البعض، بين الحين والآخر.. إن لم يكن بالأسلحة والرصاص والقذائف فـ بالسلاح الأقذر “الإعلام “القابض” المشوّه للحقيقة عديم الشرف والضمير؟
هل انتهينا من الحرب لنبدأ من أول وجديد؟
هل لا زلنا نميّز بين الـ “نحن” والـ “هم”؟!
هل يبدو أننا تعلّمنا؟
أليست الفتنة “عاملة حالها” نائمة بيننا؟!!
حروب مرة استمرت بشكال أخرى.. وتلك التي ما حملت سوى ويلات الحرب والتهجير والـ”إعاشات” المسوّسة وشموع وخوف وعمر تَنَتّفَتْ منه 15 سنة.. هل نسيناها؟!
زواريب وخنادق وانقسامات و”مزابل” حزبية أفرزت زعامات و”أبوات” صاروا ساسة وقادة.. كما أفرزت الأصعب والأشدّ نتانة.. فئة التجار.. تجار اللحم والدم والأرواح والـ شهداء!!
تباً لنا حين نصدّقهم..