اللوحة أعلاه تصميم وتنفيذ المخرج Garabet Tahmajian
وقت يتحول أي ملف أو قضية لقضية رأي عام، شي طبيعي ينقسم الرأي العام مع أو ضد..
وطبعاً الإعلام بيعكس الإنقسام وبيصير شريك، بدل ما يكون صانع للرأي ومؤثر من باب إعطاء المعلومة، وليعزّز فرصة المعرفة، ويقليل من التضليل المحيط بالقضية.. بصير أبو وأم الردح غير المهني..
والسؤال:
الانقسام أو الاصطفاف حول قضايا الفساد والإثراء غير المشروع وتبيض الأموال على أي خلفية عم بيصير؟؟
⇐ لأن نحن سياسياً ضد طرف رفع لواء التدقيق الجنائي ومحاسبة الفاسد؟
⇐ لأن نحن مستفيدين من الفاسد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؟
⇐ لأن المرجع الروحي لطائفتنا حط خطوط حمرا لحماية المتهم؟
⇐ لأن نحن عم ننفّذ أجندة خارجية، ولأن نحن بذات المركب مع الفاسد لهيك لازم نحمي بعضنا؟
⇐ لأن في تجني واتهام باطل لأشخاص حظن قليل كانوا بموقع حساس عشرات السنين بدون شفافية؟
⇐ لأن في قاضية مش على ذوقنا لا إسمها ولا شكلها وهي يللي عم تتابع القضية؟
⇐ لأن ما في ثقة بالقضاء أكان أوروبي أو لبناني، وبالمقابل منصدق أغلب الإعلام اللبناني؟
⇐ لأن ما منخاف على مصلحتنا ومصلحة بلادنا أدما منخاف على مصلحة وصورة الفاسد؟
تعددت الأسباب والحقيقة المرة واحدة، والحقيقة بتقول انو في جيش من الإعلاميين والإعلاميات شغلتن يبرروا ويدافعوا ويبيضوا حسابات قصدي صفحات المتهم يللي بريء لإثبات العكس..
أكيد حسب حرية التعبير والتعدّدية اللبنانية، ضروري يكون في أصوات تحمي وتصون أي طرف، ومش مهم إذا كان السبب الوفا أو القناعة أو النكد أو وحدة المسار والمصير..
المهم هالجماعات- وبالأخص الإعلاميين والإعلاميات- هني وعم بدافعوا، ما فكروا بالناس الجوعانين، بيللي مش قادر يوصل لأمواله ليتطبب أو يشتري دوا أو يدفع اشتراك الكهربا أو يعبي بنزين أو ياكل ويشرب؟؟
وكمان ما بيخجلوا من الأهالي والطلاب بموضوع الدولار الطالبي.. ما بيفكروا بالمسنين والأطفال، بالمعوزين والمحتاجين، بالقرفانين والغضبانين، بالدعوات يللي عم تشتي علين لأن عم بدافعوا عن حدا كان سبب بخراب بيوت أغلب اللبنانيين، بينما كان السبب باستفادة واستغلال مافيات الاحتكار..
شو عملوا “نجوم وأبطال” الإعلام؟ ما اكتفوا بالدفاع عن المتورطين بدم جوعنا، كمان زرعوا الكراهية وشيطنوا كل مين بيدق بـ “قداسة الدولار”؟!
بالواقع لعبة الكشتبان ما مشيت على كل الناس، لهيك يا ريت كذبة أول نيسان، تكون الفاصل: ما قبلها غير ما بعدها، وبيرجعوا لضميرن ويستحوا من حالن ويستحوا من الناس يللي فضحتن ويخلوا للمهنة شوي من الكرامة والإحترام..
كفى استخفاف، صارت معروفة تسعيرة كل واحد منكن، وكفى إستغلال، لأن وقت يسقط الراس الكبير، وين بدكن تخبوا رؤوسكن؟