تحت شعار “الامتياز في الرعاية” افتتحت منظمة مالطا لبنان، في مركزها مار يوحنا المعمدان في عين الرمانة مختبرين جديدين: مختبر للفحوص البيولوجية بالتعاون مع مستشفى اوتيل ديو، وآخر لطب الاسنان مع جامعة القديس يوسف في حضور المديرة الاقليمية للوكالة الفرنسية للتنمية الدكتورة كاترين بونو، ورئيس مؤسسة بيار فابر الفرنسية بيار ايف روفول، والمديرة العامة لمؤسسة بيار فابر بياتريس غاريت، ورئيس منظمة مالطا لبنان مروان صحناوي، ورئيس جامعة القديس يوسف الاب سليم دكاش، ورئيس المجلس الطبي في المنظمة البروفسور بشارة الاسمر، والقائم بالاعمال في سفارة منظمة مالطا ذات السيادة في لبنان فرانسوا ابي صعب.
وتم انشاء هذين المختبرين بسبب الطلب الشديد على ما تقدمه المراكز التابعة للمنظمة والموجودة على الاراضي اللبنانية كافة من خدمات. فكانت فكرة انشائهما لتلبية حاجات طالبي الخدمات عوض ارسالهم الى اماكن اخرى.
في المرحلة الاولى سيؤمن المختبر البيولوجي الفحوص الـ 9 المطلوبة من مراكز الرعاية الصحية الاولية، غير ان تجهيزه الحديث يخوله تأمين نحو 200 فحصا. وتخلّل اللقاء عدد من الكلمات استهلها الرئيس صحناوي بشكر جميع المساهمين في هذين المختبرين خصوصا مؤسسة بيار فابر التي طالما آمنت برسالة منظمة مالطا لبنان منذ زيارة السيد فابر الى لبنان، رسالة محورها الحب والتعايش والكرامة للفرد ووحدة امة في خدمة شعب يعاني من خلال اعطائه وميض أمل.
من جهته، عبر السيد ريفول عن تأثره الشديد لوجوده في مركز عصري وضع في خدمة الاكثر حرمانا هدفه إدامة العمل من خلال التعاون مع منظمة مالطا لبنان، المعروف بالجودة.
ومؤسسة بيار فابر معترف بها كمرفق عام منذ العام 1999، تعمل على تمكين الناس من الحصول الأفضل على الأدوية والرعاية ذات الجودة. وهي المساهم الرئيسي في مجموعة بيير فابر بنسبة 86٪. هذه المنظمة الفريدة من نوعها في فرنسا على هذا المستوى من الالتزام، تجعل من الممكن الحفاظ على استقلالية المجموعة وتزويد المؤسسة بوسائل مستدامة لتمويل عملها.
الدكتورة كاثرين بونو قالت في كلمة لها إنها تأثرت بشكل خاص، ورأت أن الصحة قماشها الحب والمصالحة بين الناس، خارج المجتمعات والأديان، وهي أولوية بالنسبة لفرنسا و اعتبرت ان منظمة مالطا لبنان بالغة الاهمية في مهمتها في الوقاية والتعليم بفضل خبرتها المذهلة من خلال الاعتماد والسلامة وجودة الرعاية والمختبر.
أما الأب دكاش فقال إن سنوات من التعاون تربطنا بمنظمة مالطا لبنان، من خلال عدة مشاريع أهدافنا تجتمع لأننا نعمل من أجل امتياز أمة وكرامة الإنسان.
مختبر التحاليل الطبية
يعاني لبنان منذ أكثر من ثلاث سنوات من أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية أثّرت بشدة على القطاع الصحي، أول ضحاياها الفئات الضعيفة التي لم يعد بإمكان افرادها الحصول على الرعاية الصحية بسبب نقص الوسائل والتغطية الطبية.
واستجابت منظمة مالطا بسرعة للأزمة عن طريق تطوير بنيتها التحتية بالكامل من خلال جميع مراكزها الطبية والاجتماعية ووحداتها الطبية المتنقلة، لخدمة المرضى على أفضل وجه عن طريق تزويدهم بأفضل نوعية من الرعاية والأدوية.
ويُعتبر فحص علم الأحياء الطبية عملاً طبياً يساهم في الوقاية من خطر حدوث حالات مرضية أو فحصها أو تشخيصها أو تقييمها، وفي قرار العلاجات وتوليها، وتحديد الحالة الفيزيولوجية أو الفيزيولوجية المرضية للإنسان أو متابعتها. ويساهم علم الأحياء الطبية حالياً بما يتراوح بين 60 إلى 70% من التشخيصات التي أُجريت.
وجُهِّزت غالبية مراكز منظمة مالطا المسجلة في برنامج الرعاية الصحية الأولية التابع لوزارة الصحة بمختبرات صغيرة لإجراء التحاليل الأكثر بساطة. إلا أنّ 90% من الاحتياجات التشخيصية غير مشمولة، وتلجأ المنظمة إلى شراء الخدمات من مختبرات التحاليل الطبية في المناطق، مما يتطلب ميزانية كبيرة للغاية ويستهلكها.
وللتغلب على هذه الصعوبة وخدمة المرضى بشكل أفضل، اختارت التزوُّد بمختبر لعلم الأحياء الطبية مخصص لمساعدة جميع المراكز والوحدات الطبية في شبكتها. وسيجمع هذا المختبر، المجهّز بمعدات لإجراء نحو 200 اختبار مختلف (علم البكتيريا، وعلم الدم، والكيمياء الحيوية، والأمصال، والفصل الكهربائي، وما إلى ذلك)، العينات المأخوذة من جميع المراكز وفقاً لجدول زمني دقيق مع أخذ العينات الخاصة بها مباشرة، وسيتولى إدارة التحاليل تحت مسؤولية علماء الأحياء الطبيين الذين سيفسِّرون النتائج، على أن تُرسل إلكترونياً إلى المراكز بواسطة نظام لأمن البيانات.
وجرى إبرام شراكة مع مستشفى أوتيل ديو دو فرانس الذي يوفر إدارة ومراقبة طبية لمختبر علم الأحياء الطبية التابع لمنظمة مالطا.
مختبر تركيبات الأسنان
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (منشور بتاريخ 24 أيلول 2018)، فإنّ الأمراض وإصابات الفم تسبِّب جزءاً كبيراً من الأمراض في كثير من البلدان واستمرار آثارها طوال الحياة، وتؤدي إلى انزعاج وآلام وتشوّهات تصيب المرضى، وحتى إلى الموت.
وعوامل الخطر هي نفسها عوامل الأمراض الرئيسية الأخرى غير المعدية. ويُقدر عدد المصابين بأمراض الفم بنحو 3.5 مليار نسمة. وتُعتبر التجاويف غير المعالجة في الأسنان الدائمة الحالة الأكثر شيوعاً وفق تقرير العبء العالمي للأمراض لعام 2017. ويعاني أكثر من 530 مليون طفل من تسوس الأسنان اللبنية. وتنتشر أمراض اللثة الحادة التي يمكن أن تؤدي إلى تسوس الأسنان على نطاق واسع، وهي تصيب نحو 10% من سكان العالم.
ويمكن الوقاية من معظم أمراض الفم إلى حد كبير ومعالجتها في مرحلة مبكرة. غير أنَّ هذا العلاج لا يزال مكلفاً. وتعجز غالبية البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل عن تقديم خدمات الوقاية من أمراض الفم وعلاجها.
وتؤثر أمراض الفم بصورة غير متناسبة على الفقراء والمحرومين اجتماعياً. وثمة ارتباط واضح ومنتظم بين الظروف الاجتماعية والاقتصادية (الدخل والمهنة ومستوى التعليم) وانتشار أمراض الفم وشدَّتها. وتتم ملاحظة هذا الارتباط طوال الحياة، من الطفولة المبكرة إلى الشيخوخة، ولدى جميع السكان في البلدان المرتفعة والمتوسطة والمنخفضة الدخل.
لذلك قررت منظمة مالطا لبنان تعزيز خدمات طب الأسنان في جميع مراكزها وإنشاء مختبر مركزي لتركيبات الأسنان لضمان أفضل نوعية من الخدمات عبر شبكتها.
ويلبّي المختبر التابع للمنظمة جميع الطلبات الممكنة من خلال فريق طب الأسنان في جميع مراكزها. وسيتم ترتيب جدول تسليم أسبوعي لكل مركز.
ويوفر المختبر ما يلي حصراً:
* الأطراف الصناعية المعدنية الثابتة والمعدنية من السيراميك (التيجان والجسور)
* الأطراف الصناعية الأكريلية القابلة للإزالة (الجزئية والإجمالية)
وقد أُبرمت شراكة مع جامعة القديس يوسف في بيروت لدعم الإدارة والخدمات والمراقبة والتدريب.
وأمكن إنشاء المختبرات الطبية ومختبرات طب الأسنان التابعة لمنظمة مالطا لبنان بفضل الدعم السخي الذي قدّمته مؤسسة بيار فابر ووكالة التنمية الفرنسية.