Finding your feet حين تحترم السينما نفسها والجمهور..

كتبت: حنان فضل الله

حين تحترم السينما نفسها وجمهورها وكذلك الدراما التلفزيونية.. فهي تختار أن تعالج فكرة، لا جسداً “يشدّ” العصب “المرخي” نحو جمال مفتعل، مصطنع وهجين..

جمال بات مصنّعاً بالمبضع الجراحي لكثير من “النجمات” اللواتي من شدة ارتعابهن من العمر بتن سلعة يتنافس عليها المنتجون..

هذا فيلم.. وتلك بطلته.. ومعها “ستات” من أحلى ما يكون، ومعهنّ رجال من أعمارهن وأكبر. تجاوزوا كلهم وكلهنّ الـ65 من زهرة العمر.. الموضوع هو البطل والشخصيات تحكم المسار..

من قال إن التمثيل فقط يليق بصغيرات وصغار السن؟ من قال إنه يطابق مواصفات الستيريوتيبية (النمظية) المروّج لها؟

من قال إن الجمهور لا يشدّه “الموضوع” والحبكة والنص المُتقن والجميل؟ إضافة الى إخراج ذكي وصورة نقية؟ وتصوير واضح؟

من قال إنه يلتهف “فقط” إلى الخدود المنفوخة والشفاه المرسومة، والجسد المنحوت والمشفوط؟

إلى الشعر المصبوغ والمزروع والمصفّف؟

ألم يُتخم الجمهور من كل المانوكاتنات التي تتلوّى على الشاشات؟ ألم يملّ من القصور اللماعة والسيارات الأحدث والجلّ الملصق بشعر الشباب- االأبطال؟

بلى.. من قال إن الجمهور لا يريد “تمثيلاً”، إداءً، “تقمّص” شخصيات يتماهى معها، يحبها، يتعاطف معها أو يرفضها؟

من قال إن تجاعيد المرأة لا تصنع منها سيدة للشاشتين..

وأن ترهّل ذقن الرجل وشيبته لا تصنع هيبة على التلفزيون أو في السينما؟

من قال إن العمر تحدّده “فقط” سنين الربيع؟ حقيقياً كان أم مصنّعاً في عيادات التجميل؟!!

مناسبة هذا “الحكي” فيلم ستقدمه صالات السينما اللبنانية غداً، وتحديداً صالات “أمبير”:

فيلم Finding Your Feet وهو من إخراج ريتشارد لونكرين، وتمثيل: إيميلدا ستاونتون (ساندرا)، تيموتي ليونارد سبال، سيليلا إمري (بيف)، جوانا لوملي (جاكي) وآخرين..

أبطاله جميعاً من كبار وصلوا الى سن التقاعد.. ألأا يستحقون إضاءة على عالمهم ومشاكله؟ بالدراما، بالكوميديا، بالتراجيديا..  وفي كل أشكال الفنون الجميلة؟ أليس لهذه الأسباب سُميت جميلة؟!!!

أليس مثلهم في بلادنا، بأخص التخصيص، من نجمات ونجوم تجاوزوا الخمسين والستين والسبعين من العمر.. مّن يستحق كتابة نصوص لهم؟ ألا “تشكّل” مثل تلك الأعمال جمهوراً؟ ألا تصنع نوعية واقعية من جمهور غير ذاك الوهمي الذي تستغل عليه “هوامات”- فنتازمات المنتجين.. الجنسية غالياً؟!

أسئلة ألا تستحق أن تطرح؟

المهم في الفيلم أنه هادف، راقص، وأكثر من جميل.. وأنه من واقع عالمي، يمكن لأي نفوس بشرية- صالح لكل زمان ومكان- أن تعيش خيباته، أحلامه.. رغبته بالخلاص..

أليس تلك مهمة الفن؟!

التعليقات