كتبت الباحثة أ. ميرنا لحود
متابعة: هلا حداد إخراج @GaroTNT
من 1962 إلى 1970، شارك الإخوان في الحرب الأهلية اليمنية في الشمال لاستعادة المُلكية للمملكة العربية السعودية وبريطانيا مواجهين الناصريين العرب ومصرَ والسوفيات، ودام الصراع نصف قرن.
وفي عام 1970، توصل جمال عبد الناصر إلى اتفاقٍ مع الفصائل الفلسطينية والملك حسين في الأردن ما وضع نهايةً “للسبت الأسود”. وعشية انعقاد قمة الجامعة العربية المخصص لهذا الاتفاق توفي عبد الناصر بنوبة قلبية وتميل كافة الترجيحات إلى عملية اغتيال أكثر من موتٍ طبيعي.
وكان لناصر ثلاثة شخصيات في موقع نائب الرئيس؛ واحد يساريٌ وله شعبيةٌ كبيرةٌ وآخرُ وسطيٌ معروفٌ جداً وثالثٌ محافظٌ قُبل به وفقاً لطلبٍ أميركي وسعودي.
ضغوطات.. ثم السادات
وبعد ضغوطاتٍ على الشخصيتين المحبوبتين، اعتذر الأول مقدماً حجةً والآخر اعتزل السياسة، وأصبح الطريق سالكاً للسادات الذي عُيّن من قبل الناصريين وهكذا دائماً في العالم ينجح العدو للرئيس في سلب مقعده ومحو إرثه وكلّ ذلك على حجة توسيع القاعدة الشعبية الانتخابية وضم الجميع.
وخلال الحرب العالمية الثانية خدم السادات الرايخ وكان معجباً بهتلر، ويتصف الرجل بالعسكري المتشدد وتصرّفه شبيه بما قام به سيد قطب مع الضباط الأحرار. وفور وصوله إلى الحكم، أفرج عن الإخوان في السجون إبّان ناصر. وكان حليفاً للإخوان في أسلمة المجتمع “ثورة التصحيح” ولم يكن يتظاهر بالخصومة لهم إلاَّ لمنافعَ سياسيةٍ. وكان يتعاطى بطريقة ضبابية مع الحركة؛ وأنشأ ثلاثَ مجموعاتٍ مسلحةٍ بمثابة وحداتٍ خارجية للحركة لكنها خاضعةٌ لها وهي صورة ضبابية تعكس علاقته بالإخوان أو الطريقة التي كان يتعامل بها مع الحركة. وتتألّف الوحدات من حزب: التحرير الإسلامي وتنظيم الجهاد الإسلامي للشيخ عمر عبد الرحمن وجماعة الدعوة والهجرة أو التكفير والهجرة. ويُطبِّق جميعهم إرشادات سيد قطب، وقام الجهاد باعتداءات ضد الأقباط وتَدّخُل السادات كان يلفه الالتباس مؤدياً ذلك إلى تأجيج الصراع فتدّخل في قيادة الحركة بشكل مباشرٍ متخذاً موقفاً لصالح الجهاد ضد المرشد العام وتمَّ توقيف الأخير.
العبور
بناءً على طلب CIA، أقنع السادات سوريا بتوجيه ضربة للصهاينة تحت ذريعة استعادة حقوق الفلسطينيين، ففي السادس من أكتوبر في عام 1973، تقدمت القوات السورية والمصرية من جهتين مطبقةً على الكيان يوم الغفران عيدٌ لليهود.
عبر الجيش المصري قناة السويس بينما الجيش العربي السوري مرّ عبر هضبة الجولان. فتعليمات السادات للقوات الجوية المصرية لم تكن إلاَّ جزئيةً لتتوقف على 15 كيلومتراً نحو جهة الشرق من القناة وسمح ذلك للصهاينة الانكباب على القوات السورية وكان ذلك فخاً محكماً لهم معطياً ذلك الوقت الكافي للاحتياط الصهيوني ليتجهزَّ ولم تتقدَّم القوات المصرية إلاَّ تدريجياً لتتوقف طلباً للتفاوض على وقف إطلاق النار.
تهديد وتطبيع ثم.. مصر خارج الجامعة العربية!
هدّد السوفيات وقتها أميركا بوقف إطلاق النار فوراً بعد أن خسر حليفه جمال عبد الناصر وظهرت جلياً الخيانة المصرية لسوريا. وتبعاً لخطة CIA، بعد أربع سنوات، ذهب السادات إلى الكيان ليوّقع اتفاقية منفصلةٍ للسلام مع الصهاينة على حساب القضية الفلسطينية وأدّى ذلك إلى احتجاجات في العالم العربي وأخرجت مصرَ من الجامعة العربية لينتقلَ المقر إلى الجزائر.
قرّرت واشنطن طيّ صفحة 1981 موكلةً الجهاد المصري عملية تصفية السادات الذي لم يعدْ نافعاً بالنسبة لأميركا. فقُتِل إباّن عرضٍ عسكري بينما البرلمان كان على وشك إعلانه “الخليفة السادس”. وقُتل معه سبعةُ أشخاصٍ وثمانيةٌ وعشرون جريحاً من الذين كانوا على المدرج للعرض. وبأعجوبة غريبة نجا من بينهم شخصٌ واحدٌ وهو الجنرال حُسني مبارك واحد الذي كان نائباً للرئيس المصري، والوحيد كان يرتدي درعاً ضد الرصاص، فخلف الرئيس “المحافظ” وعادت الجامعة العربية إلى القاهرة.