الإعلامي رواد ضاهر: انقسام الجمهور عامودي والشرخُ يزيد.. ومستقبل الإعلام إلكتروني

كتبت: حنان فضل الله

بالمباشر “محطة” في رحاب يوتيوب يطلّ الإعلامي رواد ضاهر وفريق عمله عبرها، ليس فقط على جمهوره الذي تابعه سابقاً في الإعلام “الكلاسيكي” بل على كلّ من يُنشد حواراً ندّياً لائقاً لا يغادر فيه الإعلامي ضيفه إلا وقد نال جواباً على سؤال محدّد (أهم “فلسفة” للحوار السياسي).. هكذا بكل أصول البساطة، دون استجداء “رايتنغ” على حسابات آداب الـ “سين/ جيم”..

شروط الاستضافة والحوار الذي قد يحتدّ: الحدث الذي يفرض نفسه.. فرواد ضاهر لا يستجدي حضوراً ولا حتى  “خناقة”مع الضيف، أياً كان، لـ “يكون”.. قد يستفزّ، صحيح، لكن لأنه ابن أصل في الإعلام فهو يدرك تماماً “سرّ اللعبة”.. ورغم اختياره لضيوف حضور معظمهم بحدّ ذاته قنبلة موقوتة، إلا أنه يحترف إشعال فتيل أجوبتهم وإطفاءه في الوقت المناسب، فهذا الإعلامي النظيف والقادر يعرف جيداً أن الوضع لا يحتمل “هزّ”..

ماذا قال لـ “حرف عربي+” عن تجربته عبر الـ new media والجمهور المقُبل عليه.. عن اختيار الضيوف وعن وضع الإعلام بشكل عام حيث برأيه تنوّع الآراء أحبّ إليه من.. الرأي والرأي الآخر.

كيف تقيّم تجربتك عبر الانترنت بعد سنوات من الحضور التلفزيوني؟

صراحة كانت الإنطلاقة أفضل بكثير مما توقعت، إن لجهة التفاعل من قبل المتابعين أو التعليقات أو تقبل الضيوف المشاركة بحلقات عبر منصات إلكترونية، بعدما إعتادوا الحضور التلفزيوني التقليدي. لكن السبب بذلك حسب ما أعتقد هو إدراك الجميع أن الإعلام التقليدي اليوم في مراحلة تراجع ليحلّ الإعلام الإلكتروني مكانه.

على أي أساس تختار ضيوفك؟ خصوصاً ان الغالبية بينهم بشكلون جدلية حضور قائمة بذاتها..

اختيار الضيوف نابع من إعتبارات عدة، وهي: الحدث ومواكبته، التنوع بين مختلف الجهات والآراء، البحث عن اسماء تحظى بنسبة متابعة عالية، وأسماء ممكن أن تقدم إضافة فكرية أو قمة مضافة بقراءتها للمشهد السياسي والأوضاع وبآرائها. حسب هذه الاعتبارات نقرر يومياً مع من نتواصل لإستضافته.

الاهم بالنسبة لي أن الخيارات نابعة من تقدير فريق علمنا من دون أي قيود متعلقة بجهة سياسية أو سياسة تحريرية أو اجندات خاصة.

لماذا قررت ترك الإعلام الكلاسيكي؟

لم يكن قراراً بترك الإعلام الكلاسيكي، بل كان قرارأ بخوض تجربة اليوتيوب.. وقد تزامن مع إشكال معين مع محطة otv، لذلك تركت المحطة.. وركزت على مشروع اليوتيوب ولم احاول التواصل والبحث عن فرصة أخرى في الاعلام الكلاسيكي. أعتبر أن مستقبل الاعلام هو عبر المنصات الالكترونية، ولكن ذلك لا يمنع من العودة إلى التلفزيون أو الاذاعة في أي وقت كان.

أليس الإعلام الكلاسيكي “أريح” وأوسع انتشاراً؟ خصوصاً بوجود أزمة الانترنت البطيء في لبنان وعدم توفر كهرباء مثلاً وغير ذلك من المشاكل التي قد تجعل تعتبر المتابعة محدودة؟ أو أن الزمن للتطور التقني رغم كل شيء؟

حسب التجربة منذ 7 أشهر، اليوتيوب أدخلني الى شرائح جديدة، إن كانت شرائح عمرية خصوصاً أن جيلاً كاملاً بين 17 و25 عاماً لا يتابع التلفزيون إلا بشكل ناد، وهو يركز على اليوتيوب ومواقع التواصل، كذلك الى شرائح سياسية ومناطقية، إذ إن المجتمع اللبناني منقسم ويقاطع بعض المحطات انطلاقاً من خلفيات سياسية، ولذلك لم يكن يعرفني من خلال otv وأصبح يتابعني اليوم. المشاكل التي تحدثتم عنها موجودة، لكنها لا تؤثر كثيراً بالنسبة لليوتيوب، فغالبة المشاهدات تكون عبر الهاتف المحمول وفي أي مكان وزمان ولحظة.. وكذلك على عكس التلفزيون، يتابع المشاهد حسب وقته، لا حسب توقيت المحطة. وأكبر دليل على ذلك، أن المحطات التلفزيونية تلجأ الى قنواتها عبر اليوتيوب ومنصاتها عبر مواقع التواصل، لتفعيل برامجها وتأمين مدخول ومشاهدات.

“كيف شايف وضع الاعلام تبع الرأي والرأي الآخر”.. من يحدّد اذا كان هذا الرأي هو الصح أم الآخر.. وبالتالي كم برأيك يمكن للمشاهد أن يكون الحكم؟

لا أحب كثيراً تعبير “رأي ورأي آخر”، بل أفضل الحديث عن تنوع في الآراء.. وفي المحصلة لا يمكن حجب أي رأي عن أي جمهور، على العكس كل رأي محجوب يصبح مادة بحث أكبر لدى الجمهور لمتابعته. للأسف هناك قسم من الجمهور، منقسم بشكل عامودي والشرخ يزيد، وفي هذه الاحوال يصبح الرفض مطلقاً لأي رأي مغاير أو نقدي، وتبدأ حملات التخوين قبل سماع الكلام أحياناً وتغيب مساحة العقل والمنطق. أما القسم الآخر من الناس، فملّ وقرف وبات يحتاج مقاربات جديدة ومنطقاً مغايراً.

تابعتك مؤخراً كضيف ومحلّل سياسي على الـ otv.. برأيك متى يحق للسائل (الصحافي) أن يُسأل؟

صحيح، حللت ضيفاً على أكثر من محطة، من otv وتلفزيون لبنان وmtv وإذاعة النور ومحطات فضائية أخرى. الصحافي يمكن أن يُسأل حين يمتلك معلومات تصلح لتقدم للجمهور، أو قراءة معينة للمشهد أو رأي معين.. ولا تناقض أبداً أن تحول السائل مسؤولاً في بعض الأحيان فلا أعتقد أنه ثمة تضارباً بين الإثنين.

هنا رابط قناة “بالمباشر”:

https://www.youtube.com/channel/UCGdl30E3CoaS9sm_E69SWWw

التعليقات