بقلم الباحث الأستاذ كمال مسعود:
البَيضَةُ التي انبثق منها الكون عبارة عن نُواة ضَمَّت ثلاثة عناصر هِيَ:
1- جوهر العقل الكلي الفعال
2- جوهر النفس الكلية الفلكية
3- جوهر بحر الهيولى الأولى
هذا هُوَ ثالوث ذات جوهر الوجود المُبدِعُ جَلَّ وَعَلا في نواة الكون الإلهية، التي وضعها على صفحة العدم وقال كُنْ فَكَانَ… فكان الفجر الإلهي بالتسلسل وبالنِسَب الزمنية التي هوَ بها أعلم!
بنظام تسلسل الفيوضات، تكونت ملايين المَجَرَّات بشموسها وكواكبها وأقمارها، فظهر الجوهر المميز في الشمس النارية وظهرالمكرربثلاثة في الكواكب الترابية. ثم ظهر في هيُولى الطبيعة: النار مميزة بحركتها الجوهرية عن الهواء والماء والتراب. ثم ظهر في مكونات الطبيعة الأربعة: في المعادن المنسوبة لركن التراب، ثم في النباتات المنسوبة لركن الماء ثم في الحيوانات المنسوبة لركن الهواء وأخيراً في الإنسان المنسوب لركن النار الجهنمية المميزة كون جوهرها هو عرش النور البهي.
الإنسان ثلاثي الأبعاد العقلية، النفسية والروحية، ميَّزه الخالق عمَّا دونه، بكثير من القدرات مما جعله في درجة إنتقالية ما بين الرتبة الحيوانية الأرضية والرتبة الملائكية السماوية ورَكَّز فيه شهوة الإرتقاء.
هذا النظام الإبداعي، التكويني، الخلقي، الأعظم المُصًغَّر في الإنسان هو بذاته المُصَغَّر أكثر فأكثر في تكوين الذُرَّةِ المادّيّة ثلاثية العناصر: 1 – البروتون 2 – النيوترون 3- الإلكترون.
بمقارنة الفرق بين صغر حجم الذرّة وطاقتها الفاتكة، كيف يمكن أن نتصوَّر حجم جسم الكون المطلق؟ وعَظَمَة طاقة نواة الكون الإلهية!!
الإنسان ثلاثي المَلَكٍيَّة: المَلِكُ العَقل، والمِلكَةُ النَفسُ، في غيمة مَملَكَةِ الرَّوُحِ نظامه ونظام الذرة ونظام نواة الكون العظمى واحدٌ!
في النظام الكوني: 1/ 2 3 4 الجوهر الواحد الأحد المميز عن صُوَرِهِ الثلاث، رأيتُ حركة حدود جوهر العقل الأربعة على أول مدار حول مركز فجر النواة دائرية. ورأيتُ حركة حدود جوهر النفس الأربعة على ثاني مدار رحاوية. ورأيتُ حركة حدود جوهر الروح الأربعة على ثالث مدار إنسيابية فلكية !!.
على هذا الأساس يجب أن تكون حركة البروتون دائرية، وحركة النيوترون رحاوية، وحركة الإلكترون إنسيابية فلكية سريعة. لا اعلم مدى قبول هذه النظرية بالنسبة لعلماء الذرة.
أنواع الطاقة الطبيعية الأربعة انوجدت بحسب نظام عناصر هيولى الطبيعة الأربعة وعلى النحو التالي:
1- طاقة الذرة النووية المميزة تنتمي إلى ركن النار المميز
2- طاقة الغاز تنتمي إلى ركن الهواء
3-طاقة النفط تنتمي إلى ركن الماء
4 – طاقة الفحم تنتمي إلى ركن التراب، خاصة الفحم الحجري
كذلك النظام الهيولي في مراتب الحجارة كما يلي:
1 – حجر المغنطيس الرخيص ينتمي إلى ركن النار كونه يُوَلِّد الحرارة والنور
2 – حجر الماس الثمين ينتمي إلى ركن الهواء، وخاصة أنه يُهدَى تعبيراً عن مدى الحُب والهَوَى
3 – حجر الذهب ينتمي إلى ركن الماء كونه ينصهر
4 – الحجر الكلسي العادي ينتمي إلى ركن التراب الذي لا يذوب ولا يحترق
أرقى الأحجار الكريمة هو حجر الماس ثمنه يفوق ثمن حجر المغنطيس مليون ضعف، لكن العكس هُوَ الصَحيح، من السهل أن تستمر حياة الإنسان بدون ماس وذهب وهجوهرات ولكن من الصعب أن تستمر بدون كهرباء.
أُنزِلَ النظام في انواع النباتات على النحو التالي:
أولاً: نلاحظ وجود نبت تلقائي وضيع على جدران بعض خزانات المياه وحواف البلائط الصخرية الذي يُسَمَّى الكلأ نَسَبتُهُ إلى ركن الهيولى الرابع التراب.
بذور جميع أنواع الحنطة التي تَنثرعلى الحَرثِ قبل هطول المطر نسَبتُها إلى ركن الهيولى الثالث الماء. غرس الأشجار في التربة نسَبتُهُ إلى ركن الهيولي الثاني الهواء.
التطعيم الذي يتم بواسطة أخذ قلم من غصنة شجرة ويُغمَد في لحاء غصن شجرة أخرى من نوع آخر، نَسَبتُهَ إلى ركن النار المميز في المرتبة الأولى من مراتب هيولى الطبيعية الأربعة.
سؤال: لماذ التطعيم صَنَّفتُهُ في المرتبة المميزة؟
الجواب: لأن الكلأ التلقائي والبذار الحنطي والغرس الشجري كلها تنبت من ذات المرتبة الترابية السُفلى بينما التطعيم ينبثق من الأغصان من قاعدة فوقية ينمو ويعلو راقياً مثل سمو النور فوق لهبة النار.
والجدير بالذِكر هو أنّ النبت، والبذار، والغرس، كلها تُعطي الثمار بحسب طبيعتها، بينما التطعيم يُغَيِّر نوع الثمر من حال إلى حال أجود، وعلى هذا المثال قد يستطيع الإنسان أن يُغَيِّر حاله بالجهاد في سبيل الله روحياً فيرقى من المرتبة الحيوانية الأرضية إلى المرتبة الملائكية السماوية.
أقسام الشجرة الأربعة: خشبها- ورقها وزهرها- ثمرها- بذورها- رأيتُها ملتزمة بذات النظام:
١ – حطبها ناري يستعمل في الإشعال للتدفئة
٢ – الورق والزهر هوائي يُستَنشَق شذاه ويُقَطَّر
٣ – الثمر مائي يؤكل وتُشرَب عُصَارَته ويُجَفَّف
٤ – البذور ترابية تُغرَس وتنبت في دورة جديدة
مكوَّنات الطبيعة الأربعة: المعادن- النبات- الحيوان- الإنسان، جميعها ألزِمَت بنظام الكون التربيعي الذي بيَّنتُهُ في تكوين المعادن والنبات وستكون التتمة عن الحيوان والإنسان في الحلقة القادمة.
*إن ما ورد في هذه المقالة لا يعبّر بالضرورة عن رأي حرف عربي+ بل عن رأي كاتب المقالة حصراً.
*صور المقالة من أرشيف الباحث كمال مسعود
*صورة الغلاف من تصميم حرف عربي+