الروائي الفنان عبد الحليم حمّود: “يوري” هو أنا معدّلاً مُمنتجاً مُمكسجاً مُخرَجاً مؤلّفاً

(الصور بعدسة الصديقة رنا حيدر)

كتبت: حنان فضل الله

إلى بيت حواس ولقائه ذهبت، لا ضيفاً موضوع مقابلة صحفية فقط، بل صديقاً على غرائبية مفيدة، سكننتي نوع من الحشرية للتعرف على المكان الذي تتجمع فيه كل نية طيبة لعمل جيد.

في بيت حواس كان الموعد، على لقاء حضرته الشاعرة والمصوّرة والمتابعة السيدة رنا حيدر.. نجم “المقابلة” كان عبد الحليم حمّود، الذي تابعت في توصيف “ملكاته”، فلن يتّسع لها سطر واحد، في الرسم الكاريكاتوري، في الفن التشكيلي، في الشعر الإشكالي، في النص الإبداعي وأجمله، وفي الفكر المنطلق إلى عوالم قد نظنّها مخفية، إلا أنها معه تحضر على شكل علامات أسئلة، استفهام ونقاط كثيرة..

مفتاح “المقابلة” هو كتابه الجميل الجميل “يوري إله السمكة السوداء”، الذي لن تخرج من بين دفتيه إلا مفتوناً بـ يوري وسمكته وذاك الإله.. رواية هي كلٌّ جريء لا يغادرك  بسهولة.. مع “يوري” (اختصاراً لاسم الكتاب) ستعيش نوعاً من بهجة اكتشاف أن عالم الكتابة لا زال على ما يرام..

من عناوين المقابلة:

  • وسائل التواصل الاجتماعي، عمل عظيم.. وأهتم بخالع البوابة
  • ولّى الزمن الذي نقيّم شخصاً ما أو نحاربه لفكره أو آرائه
  • لا جهة تدعمنا.. ووسائل التواصل الإجتماعي إعلام بديل حقيقي بالنسبة لنا
  • إستطاعت “حواس” أن تكون بهذه القوّة وهذه البساطة
  • كتبت ضدّ جبران، وهل تجرأ أحدٌ على ذلك؟
  • عدد كتبي يفوق المئة، هل هي 110 أو 117 لا أعرف!!
  • أتذكّر أسئلتي الأولى في سن الـ 16أو الـ 17، عندما قرأت إنجيل بوذا وبدأت أناقش وقلت: هذا رجل جيّد، رجل صالح، لماذا صنّفناه كـ “آخر”؟
  • ما اللايك؟؟ هو إعادة تعريف طبقي، للتأثير بالناس والحبّ..
  • النسبة الإنتاجية التي أظهرها للأصدقاء أو للناس، هي 30% فقط مما أمتلك.. أين الـ 70% الباقية!؟
  • الخطّ العلمي اليوم أخذ درباً والخطّ الرّوحاني أخذ درباً آخر.. والإنتصارات تسجّل للأوّل..
  • أنا مدرّس لمادة السيمياء والورش الإعلامية، دخلت الجامعة من هذا الباب ومن دون تحدٍّانا نادم عل المراحل الزمنية التي عشت فيها في أماكن ومؤسسات جعلتني اكون جزءاً من القطيع..
  • بداخلي، منطقة روحيّة فيها سلام عقلي وحبّ فطري “انشغل” عليه، ربما ورثته عن أمّي، حبّ فقط حبّ

وإلى التفاصيل في السطور التالية:
ما هي قصّة بيت حواس؟ قبل أن نتكلّم عن آخر إصداراتك “يوري إله السّمكة السوداء”؟

جمعيّة بيت حواس التي تأسّست من ثلاث سنوات تقريباً، هي جمعيّة أزعجت وأقلقت راحة الكثير من الناس حزبيّاً وسياسيّاً وأمنيّاً، من هم هؤلاء الجماعة الذّين هم ليسوا حزبييّن،الذّين أتوا وأنشأوا حالة ثقافيّة بين كتابة، تصوير، رّسم، إعلام.. أصدقاء.. دارت الأسئلة حول محور هؤلاء كيف يعيشون ويستمرّون؟

كيف تستمرون؟

نعدّ دورات رسم تموّل الإيجار الشهري للمركز، الجدران موجودة لكلّ من يحبّ أن يعرض تشكيلة.. والطاولات موجودة لكلّ من يحبّ أن يعمل ندوة.. فبكلّ بساطة تضافرت جهودنا بإمكانيّاتنا الخاصّة، لا توجد وزارة ثقافة تدعمنا.. ولا توجد جهة تدعمنا. ونكتشف أنّ وسائل التواصل الإجتماعي هي إعلام بديل حقيقي بالنسبة لنا، إستطاعت “حواس” بأن تكون بهذه القوّة وهذه البساطة. ومن باب المصادفات الجميلة أن واجهة أو مدخل المركز “بيت حواس” هو زجاجي، فتعمّدنا أن لا نضع أي عازل، كي نسمح لكلّ من يريد، أن يرانا ونراه.. من دون أن يكون هناك أي غرف سريّة أو مغلقة. فهذا المشروع الذّي عاش هذه التجربة، خلق حالة حميمة بين أعضاء هذه الجمعيّة، ونحن كأي مجموعة بشريّة، تتنوّع عندنا الأفكار، الآراء والأمزجة.. لكن بقي هذا الرابط هو الذّي يجمعنا عند كلّ مناسبة.. نفس الوجوه، نفس الأشخاص، لنفس المشروع.

تسبّبتم بقلق لا شكّ بذلك، خصوصاً أنكم قدّمتم فكراً ثورياً إلى حدّ بعيد، وأنت لا تطلب من أحد أن يتبنّى أفكارك، بل لنقل إنك تنثر أفكارك، ومن يودّ تلقيها “أهلا وسهلا” ومن لا يرغب فليطّلع..

صحّ، هذه الطبيعة البشريّة..

لا.. بل أن جزءاً من الطبيعة البشريّة يتضمّن مناكفة أيضاً.

نشرت على صفحتي (على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك) رأياً مضاداً لفكري، نشرت الرأي بكلّ ترحاب وصاحبه يبقى صديقاً.. ولّى الزمن الذي نقيّم شخصاً ما أو نحاربه لفكره أو آرائه، حتى لو كان أعتى الأعداء. استضافني التلفزيون الروسي وأعلنتها حرفيّاً قلت أنا ضدّ قتل أو عقوبة أي إنسان بالمعنى الجسدي بناءً على رأي وبذلك أخالف واحدة من أحكام الدّين التّي تقول من يرتدّ دينيّاً وهو إتداد فكري فعقوبته القتل. أنا ضدّ هذا الجزء للآخر “شو ما يكون الرّأي”.. يمكنك عبادة من شئت وما شئت، طالما هذا الأمر لا ينعكس على الناس وسيرورة المجتمع والوطن، أنت حرّ بمعتقدك..

لعل بعض المجتهدين يقولون إن هذه الفتوى تصلح لما كان قبلاً، اليوم لا يصلح بحالات الإنفتاح..

أدّعي أن جميع المجتهدين يقولون بذلك، بمن فيهم (الإمامان الراحلان) السيّد محمد حسين فضل الله والشيخ محمد مهدي شمس الدّين، قالا بقتل المرتدّ للأسف لأنّه حكم لا مناص أو تملّص منه..

قد يٌصد بذلك ما كان في أزمنة معينة.. على اي حال لن نناقش الدين وفتاواه هنا، لنحكي عمّا هو أقوى، إنها روايتك الجديدة موضوع حديثنا.. لكن اسمح لي أن تحكي لي باختصار عن كامل مؤلّفاتك كم أصبحت؟

أستطيع القول إنه لا إحصاء رسمي لها، خصوصاً وأن جزءاً من أعمالي أصدرته باسماء وهميّة.. لي كتابان عن سعيد عقل وأدونيس لكنهما لم يحملا اسمي.. أنتجتهما في مرحلة زمنيّة كانت جرأتي في النقد عالية. ثم أن الأدباء الكبار كانوا يلتحفون أسماء وهميّة ليتحرّروا من العلاقات العامّة والصداقات بمن فيهم غسان كنفاني وأنسي الحاج.

وأنت تتجه الإتجاه ذاته.. “كنت شايف حالك من الأدباء”؟

بغضّ النظر.. حين صدرت تلك الكتب منذ ست أو سبع سنوات أقلّه، لم تكن رواياتي قد صدرت بعد، بينما مجموعاتي الشعريّة كانت كذلك.. لو أصدرت تلك الكتب اليوم لكنت وقعتها باسمي “هنّي ولاد زمنن بكلّ معنى الكلمة” كتبت ضدّ جبران، وهل تجرأ أحدٌ على ذلك؟ ضدّ جبران!! حكيت ضدّ جبران الشخص الإنسان الكلام البيان والأدب، بمعلومات دامغة صادمة للناس.. وبالعودة إلى سؤالك، عدد كتبي يفوق المئة، هل هي 110 أو 117 لا أعرف!!

ما الذّي قادك ويقودك إلى هذه المشاكسة؟ أنت شخص مشاكس..

أدّعي أن الأمر هو “كيف الواحد بيقول إنو عندي مزاج”.. وهي طبعاً أمزجة، صنعتها التربية والأهل والثقافة.. إضافة إلى غددنا والجينات والموروث. أحياناً كذلك، دوافعنا، طولنا وعرضنا وعيوننا، ملوّنة كانت أم لا، جسمنا إذا كان نحيفاً أو سميناً.. ومكاننا في الضاحية الجنوبية أو في أميركا..

كل هذه صنعتك؟

إن آلاف المعادلات تلتقي لتصنع طباعاً، لا أدّعي أنه لي دور حين قول إنني ورثت هذا الأمر كبيئة طبيعيّة. وأتذكّر أسئلتي الأولى في سن الـ 16أو الـ 17، عندما قرأت إنجيل بوذا وبدأت أناقش وقلت: هذا رجل جيّد، رجل صالح، لماذا صنّفناه كـ “آخر”؟ ثم قرأت في التوراة، وجدت أموراً تتقاطع مع بوذا من الناحية الإيجابية في حينه، وقتها أو حتى في الإنجيل.. العلاقة بين المسيحية والبوذية والعلاقة مع الإسلام.. أسئلة مبكرة عندي جرى تطويرها، وهنا تحدث مصادفات وقرارات في القراءات. عندما تقرأين نيتشه مبكراً، يعطيكِ تمرّداً مبكراً حين تحبين زياد الرحباني في وقت مبكر، يعطيكِ هذه الروحية، وكذلك تشي غيفارا وعلي شريعتي والسيد محمد حسين فضل الله.. يبدأ رصد الميول وأي اتجاهات ستتخذ، ترصد ميولك. لكن لعل الأساس كمحرض ثوري عندي، كان المدرسة السوريالية في الفن والأدب، التي انطلقت في فرنسا مطلع القرن الماضي، القرن العشرين والتي بُنيت على الهدم وتكسير أي صنم، صنم الأب، الطائفة، الدين، الوطن. تقريباً، كلّ شيء قيمي جرى هدمه، وكأنها كانت محاكاة للحرب العالمية الأولى، المنتهية للتوّ، والناس قد خرجت من موت ودمار وإلغاء هويّات وسحق بلدان، فأمام هذا الجوع وهذا الجنون الإنساني الكوني، سمحوا للفن وللأدب أن يخرجا عن الإطار المعتاد، بسياقات ونقلات صغيرة، وجاءت المدرسة الدادئية بدايةً للعبث الكلّي، حيث أقلّه السوريالية تستند لعلم النفس، أما الدادئية فلا تستند لشيء..

تأثرت شخصياً بكل ذلك..

وأيضاً، تعلّقي وحبي لهذه الشخصيات من سلفادور دالي، ورينيه ماغريت وأندريه بروتون إلوار وآبولينير وغيرهم من أسماء لشخصيات نحتت في الفراغ وبنت كيانات.. هذا اللعب صار اليوم جدياً، ونراه في الأبنية واللّباس والّلغة والتصاميم والفلسفات، ونكتشف خلف كلّ عابس كاسر ولا ألغي بيكاسّو من شريحة من أثّروا عليّ وبي، هذا الرجل الذي كان يذهب إلى مكبّ النفايات، ليستخرج دراجة نارية ويحولها إلى رأس ثور واليوم تعتبر من أهم منحوتاته في المتحف الفني الحديث، حين يأتي بالخشب المرميّ والمسامير ويحوّلها إلى ماعز وإلى عمل فني كبير هذا هو الهدم والبناء..

كانت تلك مراحل تمهّد لما أنت عليه اليوم.. أريد أن أسألك عن وسائل التواصل الاجتماعي التي تحضر فيها بقوة مع نشاطاتك، أذكر أننا تناقشنا في ضيافة إذاعة صوت فان في برنامج الزميلة هلا حداد عنها، هذه الـ “نيو ميديا” إذا جاز التوصيف، ساعدتك كثيراً، كنت أنا ضدّ الميديا كفكرة إلغاء التواصل الإنساني، ولا زلت أعتبرها مشروعاً مشبوهاً..

أذكر أنني قلت لك إنها مشروع مشبوه لكن هي شبهة إنسانية أفقية، وصار من يخرج منها أو يبقى فيها، فهو لا يغيّر شيئاً من المعادلة..

كنت “شاطر” بمعنى أنك استطعت الاستفادة منها للترويج لك، لمشروعك، لأفكارك، أدبياً، فنياً، تجريدياً، تشكيلياً.. إلخ… حتى أنك من خلالها تنشىء ما أسمح لنفسي بوصفه بالـ ميني- أكاديميا وتخرّج رسامين صغاراً..

صحّ.. تمام.. وسائل التواصل الإجتماعي هي إعادة خلق وبناء إجتماعي عظيم، يشبه الثورات الكبرى على مرّ التطوّر الإنساني، مثل لحظة اكتشاف الدولاب وتطويعه، وهو لآلاف السنوات، كان محرّكاً بشرياً عظيمأ، كذلك لحظة السيطرة على النار ولا نقول اكتشافها النار لأنها كانت موجودة حكماً بحكم البراكين. إن وسائل التواصل الاجتماعي من الثورات الكبرى.. أعادت تحديد طباع أمزجتنا، فكرة الحبّ واستهلاكها، فكرة الكره واستهلاكه، فكرة النجوميّة المبكرة والسريعة، فكرة الكاريزمات البديلة.. فكرة إعادة تأليف نفسك بوجه جديد (بروفايل جديد) واسم جديد وتقديم أخلاق وحكم وأقوال قد لا تشبهك..

نوع من السكيزوفرينيا من الانفصامية

تمام.. لكن بالمعنى الإيجابي لأنها تقدّم فرصة لمن لا فرصة له، والجميل أنني أعرف أنه في بعض الشركات والمؤسّسات، كان المدير يحصل على عشر لايكات وأصغر موظف عنده يحصل على 100 لايك..

ما اللايك؟؟

إعادة تعريف طبقي، للتأثير بالناس والحبّ..

تحمّلها الكثير..

وأكثر من ذلك، إن فكرة الزواج وبناء البيت وهدم البيت مبنية على هذا وذاك.. “هيدا عمل عظيم”..

برأيك.. هل أن من صمّموا مواقع التواصل تلك، كانوا يدركون إلى أنها ستصل إلى هنا؟ أم أنها درجة في سلّم طويل يصل إلى المعرفة مثلأً؟؟

مثل أي مشروع كبير يجري اختراعه، فهو يوضع على الطاولة، وحوله مجموعة أشخاص يضعون احتمالات عدة، ويتركون احتمالات فارغة في كرسي فارغ دائماً، لما هو غير متوقّع، لأنه أصلاً جرى وطُبّق في إطارات عسكرية وأمنيّة خاصّة، فكانت تتطوّر رويداً رويداً.. لا.. من نشرها كان يعرف عارف حدودها، والأرجح أنه لم يفتحها إلاّ لأنه عرف إنه مسيطر عليها..

سؤالي التالي لا أعرف إذا كان جوابه مخيفاً.. ما هذه الفورة عندك؟ أراقبك عبر صفحاتك، أتابع نشاطك.. ما شاء الله، أتابع إنتاجك بفرح أكيد وأهنئك، لكن أخاف عليك أحياناً.. نشاط غير عادي extraordinaire..

أقوال.. النسبة الإنتاجية التي أظهرها للأصدقاء أو للناس، هي 30% فقط مما أمتلك.. روايتي القادمة مكتوبة.. وجزء من روايتي التي تليها مكتوب منذ الآن، وكتاب بالعاميّة جاهز وعندي كتاب أحاديث جاهز، وعندي دراسة نقدية جاهزة وعندي كتاب حول تجديد الفكر الديني جاهز وعندي معرض تشكيلي منتهي وعندي فكرة معرض بورتريه بدأت به ومعارض الصور عندي لا تنتهي ضمن التحضيرات الموجودة..

ماذا تريد أن تقول؟

لماذا لا أُظهر الـ 70% الباقية؟! لأنه اقترن عند الناس أن فكرة الإصدار الكثير والنشاط الكبير يعنيان إرتجالاً وإستسهالاً، في حين رواية متل “يوري إله السمكة السوداء” أكثر من عشرين صديق قرأوها ما قبل الطبع!! لآخذ بآرائهم بقيت أعدّل فيها 3 سنوات، كي لا أقدم على عمل من دون أن يمرّ عبر فيلتيرات ونصائح وامتحان النصّ قبل ولادته قبل أن أقدم على الأمر.. ولأفسّر الأمر بغير الطاقة، التي قد تكون متوهّجة في النفس، هناك فكرة الوقت.. إن أي إنسان يذهب إلى عمله يوميّاً، يعمل ما بين 8 ساعات و 10 ساعات، هذا  شخص يبذل مجهوداً يومياً عظيماً.. لكن من يشتغل في معمل خياطة، لا نعلّق له الـ 25 بنطلوناً أنجزها في النهار، ولو فعلنا وحسبنا ما أنجزه على مدار العالم لوجدنا أنه يلبّس أقلّه نصف مليون بني آدم..

تشبيه جميل جدّاً!!

لأن الشغل مكرّر، فهو يذهب إلى المجهول، أما من يعمل في الحقل الأدبي والفني فهي قصة أخرى، صورتي أعرضها فوتوغرافيّاً، ولوحتي أعرضها ونصّي أو قصيدتي أعرضها، فلذلك كأنني كلّ بنطلون أعمله أوقّعه وأقدّمه، فلذلك هي طاقة طبيعيّة لشخص يمتلك الوقت و”ما في شي عم يستنزفوا”..

أنت لا شيء يستنزفك.. لا وظيفة أو دوام عمل!!

صحّ.. مع سلبيّة الأمر لأن معظم الشعراء والفنانين الذين عرفناهم، كانو مدرّسين وكان تدريسهم يؤمن لهم الضمان الإنساني والصحّي والمالي، بالنسبة لي.. حتّى هذا الجزء هو غير موجود عندي، وأقول هذا من باب الشكوى لا من باب التباهي .. إنّني أنا شخص أقيم دورات الرسم وهي التي تعيلني عملياً في الحياة..

بالانتقال إلى موضوع النقد، أفهم أنك تتعامل معه من باب الانفتاح، التواضع والمحبة، مع أنه أحياناً قد يكون قاسياً ومقصده التجريح.. لكن من الداخل.. من داخلك..

سأحيل سؤالك إلى منطقة ثانية بداخلي، منطقة روحيّة فيها سلام عقلي وفيها حبّ فطري و”انشغل” عليه، ربما ورثته عن أمّي، حبّ فقط حبّ، أضفت إليه خبرتي ومطالعاتي في علم النفس وعلم الإجتماع وعلم السّيميا وهو علم الرموز والدّلالات، لأقول إنه “عن جدّ” لا يوجد إنسان ضحيّة، إن أكبر شرّير هو ضحية، وأكبر قتيل هو ضحيّة، البشري ضحيّة نفسه، كما بدأنا ، طوله وعرضه وصوته وكذا.. خوفه، فكرة الوجود، لا شكّ أنه ثمة جزئيّة يمكنه لها أن تتحكّم بك، فترجّح الشرّ على الخير. لذلك تخضع الأمور لنسبيّةٍ ما.. لكن في داخلي “من جوّا”، إن أكبر الأشخاص ممن حاربوني برزقي وبحياتي وبوجودي وبكياني، وربما يكون أحدهم قد توصل إلى أن يكون قاتلي لأنّه, ثمة جزء من أفكاري، يفتح قوسين للتخلّص من حياتي، هذا الشخص سامحته منذ الآن، هذا لا يعني أنني أبرّر له الأمر، بل أنه إذا فعل ذلك، فهو إبن بيئة وثقافة ومنظومة مبرمجة، صنعته بلّ أكثر من ذلك، المبرمج مبرمج لأنو ابن كلّ السياقات التي تصنع الإنسان وكيانه وفكره، فالحبّ لا يكفي.. أريد أن أكمل الحياة.. أضع رأياً يقابله رأي، إنما “ولا مرّة بحمل ضغينة داخليّة وحقد داخلي”..

“عن يوري إله السمكة السوداء”.. من هو يوري ومن هي السمكة السوداء؟؟ ويوري إله؟ هذه فيها الإشكاليّة، أسئلة كثيرة حول هذا الموضوع.. من هو يوري؟

يوري هو عبد الحليم حمّود معدّلاً ممنتجاً ممكسجاً مخرجاً مؤلّفاً، بمعنى أنني أحضر في بعض المطارح كتفاصيل حصلت معي فعلاً، لكن النسبة الأكبر هي أمنيات، هي رغبات.. يوري شخصيّة مجرِّبة متحرِّكة قافزة من حالة إلى حالة، وطارحاً للأسئلة الكبرى.. استعرت هذا البطل حتّى أحمّل الهواجس وتحديداً الجزء الوجودي منها، حول الحياة والموت والماوراء فكرة الألم وفكرة الامحتان والتجربة، وتحديداً الفكرة الدينيّة لعمليّة الخلق وطبعاً العاطفة كانت محلّ سؤال بالدّاخل.. فكرة الرّجل والأنثى، السمكة السوداء هي رديف أو قرين ليوري وهي حاضرة معه بشكل دائم في أكواريوم..

وهي، السمكة السوداء هي مجتمعه.. هي الضمير.. هي بتحمل ترميز يعني؟؟

هو يحمّلها الترميز.. يوري عنده مركز للعلاج النفسي الرّوحي، وهي موجودة في وسط المركز، وغالباً ما يوحي لزبائنه الذين قصدوه للعلاج، أنه ثمة ما له علاقة بـ “طاقة” هذه السمكة التي تساعدهم، فمرة يقول لهم احملوها، ومرّة اكتبوا شيئاً وضعوه في الماء معها، وسوف تشربه السمكة، فيصبح جزءاَ من ألمكم وفكركم.. والسمكة  في العمل تحمل اسم “فيرجينيا وولف” وهو إسم الأديبة الإنجليزيّة التي انتحرت في النهر. ثم هناك  نقطة مركزيّة للسمكة، هي مفصليّة بتحديد شكل الرّواية. فالرّواية هي عبد الحليم مكثّفاً وأستطيع القول كلّ مؤلّفاتي في كفّة وهذا العمل في كفّة أخرى.. وستبقى رواية يوري هي المركز، والأجرء لأنّه, في الجنس ذهبت للآخر كما في الفكر الدّيني والسياسة.. أحد زبائن يوري في العيادة يكون رجل دين، ما إن يصل حتى يصل عمامته على البيانو الموجود في الصالة، يجلس ويحكي عن مثليته، ويحكي عنها بتصالح وبيقول أنا عندما أقترب من زوجتي، أشعر أنّني عم خون فطرتي، لأنّني في فطرتي لا ميل لي تجاه المرأة، أنا أقحم شعوري المركزي تجاه شخص لم أخلق له.

ألا تعتقد أن هذا العيار من النصّ والفكرة أو الأفكار “تقيل شوي”؟؟؟

هنا أسأل أو أعطي تشبيهاً.. كانت القبائل حين تنقل من مكان لآخر، يهتم عنها فارس أو فارسان مهمّتهما أن يسبقا القافلة دوماً، ليتأكّدا من أمن الطريق ثم لتهيئة المكان للقافلة التي ستلي.. المهمة هي أيضاً أن يقفز الفارس الى مكان الخيم، يرتبها، وهو يسبق القافلة بيومين أو ثلاثة، وإذا تركنا الأمور للحركة والمصادفات البدائيّة قد يطالعنا ذئب، خصم أو قاطع طرق.. وفي الحياة، ثمة فرسان من نوع آخر، مرة في الطبّ ومرّة في الهندسة ومرّة في الفكر، في الدّين، في المجتمع وفي التربية، فرسان يقومون بقفزات.. تلك مهماتهم، أن يسبقوا الناس لا من باب التباهي.. هذه مغامرة.. إذا وُجِدَ قاطع طرق، “أوّل حدا رح ياكلها هو هيدا الفارس” وإذا كانت أرضاً غير صالحة فـ “أوّل واحد رح يتعذّب ببناء الأرضيّة هو هيدا الفارس”.. إن المجتمعات تنتخب فرسان لعدّة أقانيم وأنواع في الحياة، وهذا الشخص من صفاته أنه مغامر لأن هو غالباً وحيد وغالباً لا يسجّل له أنه هو الخلاّق الذّي صنع شيئاً، فهو من وصل أولاً، ليأتي أحد آخر ويستوطن. ودائماً أنا، في الأدب والفكر والفنّ والحياة.. وأهتمّ بخالع البوّابة.

يعني فارس، مغامر، وحيد، وخالع البوّابة.. هذا عبد الحليم حمّود؟؟

ربما لا يجب أن أقولها عن نفسي، لكن في سياق الحديث والتصنيف أنا ذلك الدونكيشوت الذي يتمنى أن لا يأتي  الصّبح كي لا أرى طواحين الهواء. “خلّيني عايش وهم الحرب وهم التحدّي وهم الخلاف ووهم الإنتصارات” لأنّ الصّبح سيكشف أنه “وإلى التراب نعود.. تراباً أبديّاً “، كما يقول يوري في نصّ بالرّواية..

يوري عنده ملاحظات حتّى على الكون والوجود والله..

هو يخاطب الله معاتباً..

يخاطب الله؟؟ يعني معترفاً به..

هنا أضعها بين قوسين مستعيراً الفكرة الحاضرة الموجودة ويحاكمها كأمر موجود.. هذه يحكي عنها يونغ (كارل يونغ عالم النفس السويسري) الذي يقول إنه إذا زارني في العيادة النفسية زبائن يؤمنون أن المسيح ولد  من أمّ عذراء، فإن إيمان مليار مسيحي بهذه الفكرة يحوّلها إلى حقيقة!!! أعالج الفكرة إنطلاقاً من كونها حقيقة وجدانيّة إنسانيّة، لا كمسلّمة فعليّة.. النقاش لم يصل ولن يصل إلى حسم حتّى الآن في هذا الشّأن، هو محلّ إعتقادات ودراسات. الخطّ العلمي اليوم أخذ درباً والخطّ الرّوحاني أخذ درباً آخر.. والإنتصارات تسجّل للخط العلمي..

قبل الوصول الى الختام.. ماذا فعلت بدراستك أكملتها أو أنك لا تريد؟

لم ولن.. انا لا اعتبر نفسي حالة متفرّدة، ولم أتاجر يوماً بهذا العنوان. أحكي بتهكم وبسخرية عن مراحلي الدراسية، في فنلنده وغيرها من البلدان، اكتشف أن بعض الطلاب بشكل طبيعي ومنطقي هم غير مهيئين لمقعد دراسي، بل لتقديم إنتاجات فكرية ومعرفية إبداعية في مجالاتهم، مرة كاقتصادي ومرة كرسام، لكن المقعد الدراسي ليس البيئة الحقيقية لهم، في عالم الاجتهادات ثمة حاجة الى إخراج المجال التعليمي من مجاله التقليدي. وأسأل ما معنى اللغة الأجنبية لشخص يعيش في بيئة معينة؟

أليس جزءاً من الاطلاع على ثقافات الآخر؟

لكن فرضه كسبب لنجاح أو فشل، حينها يحدّد كيانك الإنساني.

لو يحدّدون الرياضيات “يقصف عمرا”..

يضحك تماماً.. إذن لو كنت أنا في ظروف تعليمية أنضج، لكان مساري طبيعياً.. أما وأنني أكتشفت انني غير مهيأ لهذا المكان، فقد وصلت الى المرحلة الثانوية الثانية واخترت ثقافتي ومهارتي الفرديتين واشتغلت على حالي، وألفت كتباً لتكون مخرجاً لمعارفي.. وفي جامعة العلوم والآداب اللبنانية، أنا مدرّس لمادة السيمياء والورش الإعلامية، إذن دخلت الجامعة من هذا الباب ومن دون تحدٍّ، أي أنني لا أنام وأفيق حاملاً هذا العنوان، لا عقد.. بل أمر واقع.. أنت هذا المسار أوصلك، وأنا اخترت درباً آخر.. أطول..

وأصعب..

أصعب.. لأن الأمر يحتاج الى مهارة.

أنت تحتاج الى المرور دوماً في امتحان الجدارة..

صحيح.. بينما الآخر يضع الشهادة كجواز عبور.. لذلك منذ مدة، منحت دكتوراه فخرية، وقد لامني البعض على قبولها على أساس “ولو انت اكبر من الدكتوراه”، لكن لا.. لها جزء معنوي، يرمّم جزءاً من هذا السؤال الوجودي الاجتماعي.. فيها تسكين ما، تشكل حاجات لاواعية.. في العقل الواعي الأمر لا يعنيني..

هل تملك داروينية فكرية، بمعنى الترقي الفكري، التطوّر في النوع الفكري في الفكر الحيّ؟

أومن أن الصديق هو الذي يصنع الخيبات العقلية لأنه غالباً يقارب الأمور من باب مصلحة صديقه، أما الخصم فهو يقدح شيئاً ما في الدماغ، ويستفز العقل الواعي واللاواعي على إجابات غير متوقعة، فتأتي الـ passe أو الطابة من العقل الآخر، فتردّ الركلة، بأحسن منها، وتدخل بعملية إيقاعية تصاعدية، نحو أماكن ينتهي عندها الحوار، لنكتشف أن هذا سدّد خمسة أهداف وذاك سبعة أهداف، لكن هذا الشخصان لولا عملية التلاقح والتاقض، لكانت مباراة ودية انتهت بتعادل صفر- صفر، التعادل السلبي.

إذن..

كل عقل يحتاج الى عقل مقابل، يناغشه ويناقشه ويتحداه، فيشعل فيه نار الإبداع والابتكار، وعليك خوض هذا الأمر من دون حقد ولا ضغينة.  لا بدّ من خلفية حبّ مصفاّة، لا تسجيل نقاط. إذن، إن التطوّر العقلي تمّ لكن أعظم العقول عبر التاريخ، حكت عن آخر الاكتشافات والمعارف العلمية والفكرية في زمنها، بَنَت عليها، لذلك قبل غاليليو كان كل فراغ معرفي يقال فيه: سبحان الله ثمة حكمة من ذلك..

والمعنى..

يوضع الله في كل فراغ لا توجد فيه انجازات علمية.. منذ غاليليو وصعوداً كل فراغ يقال فيه، ثمة إجابة علمية فيه ذا الفراغ لم نكتشفها حتى الآن.. وبعد خمسين سنة، يأتي اكتشاف علمي ويملأه، سقطت الأوهام التي كنت نلقيها على الغيب، بغض المنظر عن نقاشنا في فكرة الغيب.. لكن حياتنا علمية ولها أسباب علمية.. لذلك العقل ثم العقل ثم العقل..

هل تظن أنك أجبتني عن سؤالي..

صح.. حسبما فهمته..

طيب.. إلى أين عبد الحليم حمود؟

هذا الأمر مرتبط بنفس المسار الذي تكلمت عنه أي المسا رالمعرفي والخبرات القادمة قد تقودني الى سفر وهذا السفر يقودني الى محنة مالية وفقر مدقع، فإلى عيش شظف العيش فإلى أسئلة حول الكيان الإنساني مختلفة عن أي مسار  وبيطلع كل ما ننظر له عبر هذا الحديث يسقط أمام يوم جوع أو يوم خوف وشو ما كان ت التتجربة تسقط اما م الميدان، فلا يستطيع الانسن أن ينظّر الى أين.. أما المسار الكلاسيكي، فــ..

أقاطعه) قصدت أنه الى أين تحمل الواقع وما هو مرتجى توصل روايتك أن تترجم، توسيع دائرة افكارك..

أنا واقعي ولا أعيش في الوقه، عاصرت المشهد الثقافي 27 سنة وعرفت كيف كانت المقاهي تقوم بتأليف نجوم وصناعتهم، ولو كانوا يمتلكون نصف ما الموهبة، لكن بالصداقات والعلاقات والوقوف في اللحظة المناسبة في المكان المناسب، كان سبب لقفزات كبرى., تعرفين نرى ألف صوت يوازون أم كلتوم وفيروز بقيمتهم، لكن كنا نعرف أن هذه اللعبة، منظومة النجاح تحتاج الى آلاف الخطوات الترويجية والنجاح والشكل والصوت..

قصدت منظومة الشهرة..

العملية الانجاحية تختلف بين الوصول الى ألف والوصول الى عشرة.. لا زلت بيدي أطبع الكتاب وبيدي أهديه للأصدقاء ولا زلت أقول إنه يطلب من مركز حواس.. لماذا؟ لأنه حتى التوزيع مكلف. من هنا الحلم والآفاق أنه كتاب مثل يوري يستحق أن ينظر إاليه بعين جدية، ومن قرأوا يوري ووضعت شهادتهم في مقدمة الكتاب، هم أشخاص من كل الفئات والاهتمامات، كلهم قرأوا النص واعتبروا فيه نصاً يتجاوز مكانه ويطرح الإشكالية الإنسانية ويحتمل بجدية فكرة الترجمة والنشر.

ماذا كنت تتمنى أن يقال في كتابك يوري ولم يقل فيه؟

أظن أنه حصل عندي شيء من الإشباع لما سمعته..

هالقد؟

الجمل المركزية التي كتبتها في النص بدأ بعض الأصدقاء بنشرها على صفحاتهم، كأقوال خاصة من يوري.. هذا يعكس كم أن الناس متشابهة في التفكير. يوري حين بدأ علاجاته، كان يتلصّص على inbox الزبائن ليعرف أسرارهم ثم يخاطبهم فيها، كنوع من اللعبة والخداع، ويقول لمايا، مساعدته وحبيبته، توقفي عن هذا التلصص إن البشر يتشابهون، يتحرّرون، البشر مفضوحون، يوري تشبه الهاجس العام والسؤال العام، كلنا نقول سيدنا نوح، لم “طلّعت” معك الصراصير الى الفلك والبعوض.. نقولها بتهكم وجدّ.. كلنا نسأل لم يموت طفل في العالم يا أيها الإله الرحيم، لم نفقد الناس الذين نحبهم؟ اسئلة مكرّرة في هذا النص الذي يشبه الناس بجرأة مكررة وأكبر، فالناس لم تتعود على طرح الاسئلة الجريئة حتى على نفسها..

طبعاً بدافع الخوف

نعم.. لقد علمهم رجل الدين أن يلجموا اسئلتهم. ودخلوا الى النوايا “من نظر الى زوجة جاره قد زنا بها”.. مش صحيح

إنما الأعمال بالنيات

(يضحك) صحيح.. فالسمكة مع يوري ترافقه وقد تعرضت للنقد..

أين؟

سئلت مثلاً.. لماذا تحكي عن فيرجينيا وولف وفريدا كاهلو وعن نيتشه وشكسبير هل هو استعراض معرفي؟ وكانت إجابتي البسيطة، إذا كان ثمة أدب بوليسي، هل نسأل لماذا هناك جريمة ومحقق؟ وإذا كان ثمة أدب انتربولوجي، لم نسأل عن شعب من شعوب العالم وإذا كنا نحكي عن نمط أدبي وجودي حديث، يسأل عن تركيبتنا وتركيبة الكوكب حولنا، لا بد أن يكون الفكر حاضراً والأسماء الفكرية حاضرة، المسألة ليست استعراضاً اذا وصفت ضمن النص بكل جدية وفي مكانها، ثم أليس هذا أسلوب.

بدون مكابرة.. ألم تندم يوماً على خياراتك وهي صعبة، في مجتمع لا يرحم في جزء منه، وفي ظروف صعبة أحياناً أو غالباً.. وربما يكون التالي تقيليدياً.. كان يمكن أن تكون في وظيفة تقليدية بدوام مضبوط وحياة رتيبة كلاسيكية خارج كل تعب الأسئلة..

علمياً، إن أول صورة تصل الى الذهن، غالباً ما تكون هي هاجس الانسان قبل الصنعة في الجواب.. أول ما سمعت سؤالك، تباد إلى ذهني انطباع لا ثاني له..

وهو؟

أنا نادم عل المراحل الزمنية التي عشت فيها في أماكن ومؤسسات جعلتني اكون جزءاً من القطيع.. وأندم على المساحات التي لم أكن فيها متمرداً.. أو مفكر أو مقدماً لوجهة نظر أو فكر أو فكري أنا.. شاءت الصدف أن أكون في أماكن طبيعتها محافظة، وكان تمردي خارج النسق. كنت دوماً حين أصدر كتاباً لا يكون يشبه عملي. أو لوحة لا تشبه المكان، ولا شك أن الشخص أحياناً يضطر إلى المراعاة.

طبعاً..

كجزء من هذا المحيط.. استقلالي الأخير هو نتيجة ابتعادي عن المناخ المحافظ جعلني اسأل وأطرح.. وطبعاً في الكواليس وطيّات بعض الأسئلة أتلقى تهديدات حقيقية.. لا آخذها بجدية، وأسعى إلى تلافيها من خلال القول إن هناك فارس مقدام سيواجه قطاع طرق.

كلام مخيف ومقلق

هناك أمور ملموسة بتخليني عدّ للعشرة.. وبعد أن نوقف التسجيل نكمل..

وأوقفنا التسجيل وأكملنا الحوار عن التهديدات ومن وراءها وأمامها واسبابها.. والله، إله عبد الحليم ويوري والسمكة السوداء هو الحامي..

 

التعليقات