عن “زياد النبي الكافر”، الكاتب عبد الحليم حمّود: أظنّ أنه لن يحبه وفي الطبعة الثانية أسرار حلوة وجديدة!

كتبت: حنان فضل الله

وصلني الكتاب في الوقت المحدّد من شركة خدمات التوصيل.. “قشّرتُ” النايلون عنه، حتى أنني لم أقّلب صفحاته، فتحت الدفّة ودخلت.. من بوابة التقديم للأستاذ شادي منصور بدأ الجذب، كانت الساعة الحادية عشرة وخمس دقائق قبيل الظهر، قويت جاذبية الكتاب، حقله المغناطيسي لا يقاوم، ولم أخرج منه إلاّ عند السادسة وخمسين دقيقة مساءً، وللضرورات القصوى فقط..

إنه “زياد النبي الكافر” بقلم و عين وعقل الفنان التشكيلي والكاتب والمفكّر (نعم) والباحث عبد الحليم حمّود، في طبعته الأولى.. والأحلى أن طبعة ثانية تالية يعدّ لها المؤلف، وسوف تتضمّن “شهادة مهمة لريما الرحباني عن طفولة زياد. اخبار بمثابة اسرار حلوة. وفي اصدقاء لزياد قدمولي بعض الاسرار الجديدة”.. هذا ما يقوله عبد الحيم حمود ضيف هذه الدردشة، لمناسبة إصدار كتابه.

بعد الـ مبروك (الأولى) .. ما تعليقك أنني لم أستطع أن أترك الكتاب وبقيت في قراءة متواصلة واحدة..

سيرة زياد الرحباني عن لسانه، تتشدنا إلى “زمكان” يعني لنا بشكل شخصي.. نحن من عشنا الثمانينيات وكان زياد رفيق سهراتنا عبر صوت الشعب. عندما نقرأ زياد وأغنياته ومسرحه وموسيقاه، وكأننا نقرأ “حالنا” وبعضاً من عمرنا “اللي انتسى”.

لِمَ لمْ تسعَ لمقابلة معه شخصياً؟

زياد وهو كتلة مزاج، قد يعطّل فكرة الكتاب حين تُعرض عليه. تفاديت أن يعرف كي لا يوقف المشروع، رأيه بكتاب الصديق طلال شتوي “زمن زياد” لم يدلّ على أنه حكيم بتشخيصه، قال حينها إنه لم يفهمه!

خفت؟

انزعجت.

سمعت مقابلتك مع الصديقة هلا حداد عبر صوت فان.. كأنك اليوم أهدأ، أقل تحدٍّ ومشاكسة؟ هل هو نضوج أم تروٍّ في طرح أفكارك المركّبة؟

“مشكلة بس نصير نفهم الحياة أكتر، وأعمق. منصير نشفق، ونبرّر، ونتفهّم، أعتقد أن الصدامية هي بنت الجهل، الجهل بالآخر، وبذواتنا..

تكتيك؟!

ايه تكتيك بالمعنى الحميد للمصطلح. في رواية يوري قلت إن الحكمة لعنة.

طيب.. ألا تؤثر الظروف الضاغطة على مزاجك؟ وقدرتك الإبداعية.. الكتابة فعل مزاج ألا توافقني؟ اسم الله لا تتوقف عن كونك متل النحل “بتنغل نغل”: كتابة تأليف توليف.. تحدٍّ من نوع آخر؟

كان عاصي يقول إن الانسان هو ابن الوعي. أنا “بشوف الابداع ابن الكسل.. بشتغل بس باللوحة وبالكتاب. هيدا عالمي. اليوم سهرت للساعة 5 ونص صباحا، ع أبحاث بتتعلق بكتاب. اللي سهرني هوي الشغف، مش الشغل”. فيي أنا اسألك؟

طبعاً تفضّلزز

“شو حبيتي، وشو ما حبيتي بـ “زياد النبي الكافر”؟”

بدّك للصراحة الصراحة الصراحة؟

طبعاً..

حبيت المقدمة كتير كتير كتير وكتير.. السيد شادي منصور شغلة

شادي بكلمات قليلة لخّص الكتاب.

أحببت الكتاب من الغلاف إلى الغلاف.. حنان الشيخ وباولو كويللو وماركيز وأنت تفعلون بي هذا.. “التوليفة كتير حلوة “وتدخّلك بالنقد التمهيدي للفصول منتهى الذكاء والحرفية، أهنئك وأفتخر بصداقتك..

يسعدني رأيك.. والكتاب يبدأ بطريقة روائية سردية، وبعدين بيصير نقد وتحليل. عندك مزاج ابداعي، حتى القارئ قد يكون عادياً وقد يكون قارئاً مبدعاً انتِ من المبدعين بالقراءة.

شكراً.. ماذا عن جديدك الذي سهّرك حتى الخامسة والنصف صباحاً؟

على مشارف الطبعة التانية من كتاب “زياد النبي الكافر”، عندي توجه أن أضيف صفحات جديدة فيها أسرار جديدة، “بس طلع الكتاب، ظهرت قدّامي كتير من المعلومات والمعطيات فجأة”! ستكون طبيعة جديدة ومنقحة ومدوزنة.

سعيدٌ في العالم الذي تعيشه؟ كتب.. لوحات، نظريات، أفكار تجريبية.. فضول؟

أنا من قلّة كانت الطبيعة لطيفة معهم. “ما عرفت جيب مصاري، بس عرفت أرقص مع الحياة، واستمتع بهالرقصة”.

ألم تندم أو تتمنى لو كنت رجلاً تقليدياً، بوظيفة ثابتة وراتب محدّد لكنه مؤكد.. مع ان الايام تثبت أن لا شيء ثابت أو مؤكد؟!

أبداً لا أندم. أرى أن الشغل اليومي الوظيفي هو النموذج العصري للعبودية المقنعة. بالمقابل إن الحياة الحرة مع اللون والكتاب، مسألة لا يمتلك أي شخص مفاتيحها. لذلك “ما بقدر اعمل اسقاط لدماغي ع امزجة واحلام الآخرين”.

الأسئلة الكتيرة التي تشغلك من زمان وجدت أجوبة عليها؟ الله، الوجود، الدين، الحياة؟ الـ لماذات، الـ من والـ كيف والـ إلى أين؟

“وصلت للشي اللي بيهمني اعرفو”. هذا الجزء بات محسوماً عندي وتجاوزته نحو أسئلة جديدة.  الأديان كذبة كبيرة، لكن “الله” كفكرة خلق وتنظيم وفيزياء، طرح موجود لكن بين مزدوجين. تأكيد وجوده أو عدمه، أمر علمي لا يمرّ عبر الكنائس ولا المساجد.

أوافقك.. وأكيد أنك دفعت أثماناً كثيرة خلال مرحلة البحث وطرح الأسئلة؟

“أولها اشغالي اللي وقفت، والحرب اللي انعملت عليي”، لكن وبصدق أنا أشفق على الكل. البشر مساكين، القوي الضعيف مساكين، “كرمال هيك ما عندي موقف سلبي من حدا. ما في ضغينة”.

هل وصل الكتاب لزياد؟

من أسبوعين، وصله الكتاب عبر أصدقاء مشتركين، لم أعرف رأيه، ولا أظن أنني سأعرف رأيه في وقت قريب.

هل تنتظر رأيه؟

“بصراحة، عملت كتابي كرمال زياد اللي بيتجاوز زياد نفسو.”

ناطر رأيو؟ بيهمّك؟

“كرمال هيك ما عندي فضول قوي اني اعرف رأيو. مش شاغل بالي بهالفكرة”.

مممممممممممم

ما في بالصحافة (مممممم) هههه

معقول؟

بالعكس، “أظن اكتر انو ما رح يعجبو الكتاب”. أعتقد أنني قدرت حلّل زياد وفكك دماغو. بشوفو حالة للدراسة، للتحليل، وأراقبه بعين بحثية. أحبه لأني فهمته “هالقد”.

وأنا أيضاً أحبه “هالقد”.. كيف خطر ببالك أن نعدّ كتاباً عن زياد؟

من 14 سنة، كان عندي مشروع دراسات وابحاث، وكان زياد من ضمن هذا المشروع الضخم. انجزت كتباً كثيرة من وقتها، الاّ كتاب زياد، كانت نيتي أن “اشتغلو ع رواق ليكون غير”. وعندما أصدر الصديق طلال شتوي كتابه عن زياد، “عملت استراحة كام سنة، ورجعت من سنة ونص اشتغلت عالكتاب وبدلت فيه كتير اشيا”.

ومن بعد الجزء التاني بل الطبعة التانية شو فيه؟

في الطبعة التانية شهادة مهمة لريما الرحباني عن طفولة زياد. أخبار بمثابة أسرار حلوة. وأصدقاء لزياد قدموا لي بعض الأسرار الجديدة.

جميل.. ممنونة وقتك

ممنون رأيك وذوقك.

الصور من صفحة الأستاذ عبد الحليم حمود

التعليقات