الشهر العاشر على تفجير المرفأ.. أين الحقوق؟ لا يجب يا الله أن تضيع.. لا يجب!!

كتبت: حنان فضل الله

يومان (غداً وبعد غد) ويترقّم عاشراً، شهرٌ إضافي على كارثة تفجير المرفأ الأليمة..

هزّ التفجير كل شيء.. بل قد خضّ كل شيء.. إلا الضمائر..

يليهما شهران وتكون الذكرى السنوية الأولى..

لا عاد حقّ.. ولا بانت حقيقة..

على الفايسبوك ولدت صفحة: مين بدو يسمع صوتنا لتكون “صوتَ تجمّع مصابي إنفجار بور بيروت 4 آب”..

https://www.facebook.com/%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%AF%D9%88-%D9%8A%D8%B3%D9%85%D8%B9-%D8%B5%D9%88%D8%AA%D9%86%D8%A7-107298971412807

أسس الصفحة متضرّرون من التفجير- الكارثة.. هؤلاء الطيبون، لكل ناجٍ منهم حكاية وجع وخلاص، أشبه بالمعجزات..

لا مكان للنصوص الإنشائية، التي تتحدّث عن رحيل الأحبة ومعاناة الجرحى، عن الشهداء الأحياء، عمّن لا يزالون يحملون الجراح بالصوت والصورة وبألوان الحدث: رمادي، اسود، أحمر، أحمر أحمر..

على نية إيجاد أسئلة وسط “تمسحة” كثيرة كثيرة، علّها تشفي جرح القلوب.

الصفحة: #مين بدو يسمع صوتنا.. ملتقى لأهل الوجع جميعاً.. صور وأحداث، لقاءات مع من وحّدهم الوجع الكبير الكبير الذي بدأ في 4 آب 2020 ولم ينته بعد.. ولن..

مين بدو يسمع صوتنا؟

سؤال مطروح.. وأسئلة أخرى يطرحها كل من يحمل جراحاته في أحلامه كما في الكوابيس:

لماذا توظيف الدم الذي سال في مناكفات قضائية وسياسية؟

 

هل يعلم هؤلاء المصلحيون أنه ثمة من لا يزال معلقاً بين الموت و”هذه” الحياة، تمدّه الـ “أنابيب” الطبية بالتغذية وتؤكسجه القوارير..

وأن عظام مصابين كسّرها دمار التفجير لا تزال مطحونة، رغم شبكها بملاقط وأسياخ ومسامير طبية!!

وأن هناك بشرٌ لا تيعرفون النوم وهم يتذكرون “شقف” اللحم التي تناثرت أمام عيونهم الدامعة حتى اليوم؟

أن هناك من يفيق من نومه مذعوراً.. يرى أطياف ضحايا التفجير- مثله- ممن مرّ بهم حين لفظك اللهب خارجاً.. إلى المجهول.. يسألونه عمّا جرى؟!

أن  هناك من يشعر- منذ تهجيره بعد تفجيره- أنه شحاذ يتسوّل حقّه؟

ألن يتأثر أحدٌ- أي أحد- إن عرف أنه ثمة مَن لاحظ مغلّفاً دسّه محسنٌ كريم النفس تحت باب بيته- بعيداً عن الكاميرات وبروزة الشاشات والاستعراضات- في المغلّف مبلغ من المال؟

ضحايا التفجير ليسوا أرقاماً.. بل هم ناس من لحم ودم.. لهم أسماؤهم وحيواتهم وذكراتهم وقلوبهم التي تنبض حياة.. ايّ حياة؟

لهم حقهم في الحياة الكريمة كما حقوقهم في الاستشفاء اللائق.. بعيداً عن بيروقراطية المؤسسات الصحية وعلى رأسها الوزارة المعنية..

وبعد.. إذا كان البلد يعاني ما يعانيه من أزمات سياسية وكيديات ومصالح فيها تسبّب في اختناقها كل قاذورات السياسة والاقتصاد والمجتمع وحتى الفن والإعلام، ممن تحكموا برقاب الناس منذ أكثر من 30 سنة حتى اليوم، هل يعني هذا وذلك أن الحق يضيع بين مشاغل أهل الحلّ والربط المطنّشين؟

لا يجب يا الله لا يجب..

 

 

 

التعليقات