النظام الكوني التربيعي في كوكب الأرض.. للباحث كمال مسعود (17)

بقلم الباحث الأستاذ كمال مسعود

يتألف جسم الكون من ملايين المجرات، ومجرة درب التبَّانة التي نحن فيها تتألف من نحو مئة ألف مليون شمس وكل شمس يتبعها عدد من الكواكب، وبعض الكواكب يتبعها أعداد مختلفة من الأقمار، مثلاً: المشتري يتبعه إثنا عشر قمراً، بينما كوكب الأرض يتبعه القمر الذي يعكس إلينا نور الشمس.

نظام فيض أنوار المبدعات هو بذاته نظام تكوين المجرات وهو بذاته نظام تكوين الشمس النارية المميزة عن الكواكب الترابية .

النظام التربيعي ظاهر في هيولى الطبيعة الأربعة:
النار- الهواء- الماء- التراب.

ركن النار مميّز بحركته الجوهرية عن الهواء والماء والتراب ذات الحركات العَرَضِيَّةَ.

ركن النار إذا تحرك انوجد وإذا بطلت حركته بَطَلَ وجوده، أركان الهواء والماء والتراب سواءَ تحركوا أو سكنوا في كل الحالات موجودين.
ركن النار المميز عند الحاجة إليه، يستطيع الإنسان أن يخلقه ويستعمله، وعندما يفرغ من حاجته إليه يستطيع أن يُبطِل وجوده، لكن إلغاء الهواء والماء والتراب أمر مستحيل!

طبائع الأركان أربع: حرارة النار- وبرودة الهواء- ورطوبة الماء- ويبوسة التراب.

الحرارة مميزة عن الطبائع الثلاث، لأنها منسوبة إلى ركن النار الجوهري، وهذه الطبائع يمكن أن تتغير وعلى النحو التالي:
يبوسة المعادن الترابية بتحميتها تتحول إلى ماء، أي إلى سائل. الماء بتحميته يتحول إلى هواء، أي إلى بخار. الهواء بتحميته يتحول إلى نار. النار تتحول إلى نور إذا عُزِلَت عن الطبائع الثلاث!
أديسون عندما وضع نار الكهرباء في زجاجة فارغة حاول جاهداً ولم يحصل على النور، إلى أن أفرغ الزجاجة من الهواء الممتزج برطوبة  الماء وبغبرة التراب، مما جعل السلك المقاوم للحَشر الإلكتروني يسلّم من الإحتراق، فتحول طبع النار إلى نور!
بهذا المَثَل يمكننا العمل على تحويل طبع نار، شهوات النفس إلجامحة، إلى نور هادىء بمقاومتها للمشهِّيات..

جهات الطبيعة أربع: الشرق- الشمال- الجنوب- الغرب. الشرق مميز بإطلالة النور بعد ظلمة الليل وبانبعاث الحرارة التي تنمِّي المكونات من النباتات والحيوانات والناس .
كان الفراعنة يستقبلون أشعة الشمس عند الصباح من أجل إكتساب طاقة الحياة .

فصول الطبيعة أربعة: الربيع- الصيف- الخريف- الشتاء.

فصل الربيع هو أوان إنبثاق نبات الأرض من بعد موتها. وقد يكون فصل الصيف هو المميز كونه يناسب ركن النار ولكن المهم أن ألنظام ظاهر في الفصول الأربعة: الصيف ناري، يليه الخريف ترابي، يليه الشتاء مائي، ثم يأتي الربيع الهوائي.

رياح الطبيعة أربع: الصبا هي الريح الشرقية، والدبور هي الريح الغربية، الجربياء هي الريح
الشمالية، والتيماء هي الريح القبلية الجنوبية.
جاء في إنجيل مرقس الإصحاح 13 عدد 27:
فَيُرسِلُ حينئذٍ ملائكتَهُ ويجمع مختاريه من الأربع الرياح إلخ..
وفي سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي الإصحاح السابع:
رأيت أربع ملائكة واقفين على أربع زوايا الأرض ممسكين أربع رياح الأرض لكي لا تهب ريحٌ إلخ…
أوتاد الطبيعة أربعة: وتد الطالع- وتد الغارب -وتد السماء- وتد الأرض. هي المنازل الرئيسية بين الإثنتي عشرة منزلة من منطقة البروج، سميت اوتاداً لأنها أقوى المنازل التي تُقَرِّر المصير في علم التنجيم، وكل منها سمي برج السعادة.
مكونات الطبيعة أربعة: الإنسان- الحيوان- النبات- المعادن. أوَّل مكونات الأرض هي المعادن وبعدما بردت قشرة الأرض انوجد النبات، وبعده، كان وجود الحيوان . حتى إكتمل التكوين بثمرة شجرة الوجود التي هي الإنسان.
مما يؤكد صحة هذا التسلسل في مراتب الوجود هو إستحالة كيان الحيوان قبل كيان النبات. كما النبات يستحيل أن يكون وجوده سابق لوجود لتراب الذي سبق وتكونت فيه المعادن .
الإنسان العاقل المفكرالناطق الواعي الذي يعلم بأن الخلية عاقلة ، يتوجب عليه معرفة نظام الملكوت.
الحيوان والطير يعرفون النظام، ويسبِّحون البادع والإنسان يجهل، ولديَّ الأدلة، يجهل علم الكتالوج الكوني، علم الإبداع والتكوين والخلق والطبيعة!!.
للأسف أن يكون العقل البشري في هذا المستوى! يرفض تَعَلُّم الحكمة الإلهية!! ويلهث وراء علوم الإنترنت المتضاربة المتناقضة، لأنها نتائج افكار عقول ذهبت في إتجاهات مختلفة، بينما الحقيقة واحدة لا مجال فيها للتناقض والإختلاف .
نظام الحكمة الكونية مُنَزَّلٌ بين أصابع كَف الإنسان، مُرَسَّخَ في هياكل مصر الأربعة، مكنوزٌ في توحيد جمع العلوم. برؤية وفهم قالب توحيد العلوم ندرك حكَمَة الحكيم . وبالحكمة ندرك قدرة القادر، وبالقدرة ندرك عَظَمَةَ العظيم، وبالعَظَمَةِ نعرف مُبدِعُ الجواهر الروحية ومكَوِّن الكون جُلَّت عَظَمَته.
في قدرة العقل يكمن الإشراق والإشعاع، الكفيل بالتنوير على الحقيقة الكونية، حقيقة ذات جوهر الوجود، حقيقة التوحيد، والتفريد، والتجريد، والتنزيه، حقيقة كينونته الأزلية الأبدية السرمدية.

*إن ما ورد في هذه المقالة لا يعبّر بالضرورة عن رأي حرف عربي+ بل عن رأي كاتب المقالة حصراً.

*صور المقالة من أرشيف الباحث كمال مسعود

*صورة الغلاف لمجرة درب التبانة عن ناسا بالعربي

التعليقات