لرامي عياش أن يطمئن.. أنه قدّم عملاً مناسباً لكارثة خلّعت قلوب اللبنانيين.. فيه يعبّر عن أسمى ما يعلنه مؤمن بالبلد وأهله: معي الإيمان بالبلد..
ليس فقط كمغنٍ مؤدٍ صح.. ومطرب حقيقي حين الحاجة، بل كمؤلف لأحلى الجمل الموسيقية..
هو رامي عيّاش الفنان الشاب الذي يليق به أن تحتفي به، كل روح مصرّة على الصمود، رغم كل السواد.. وما أحلكه..
أنا ثائر.. فيديو كليب- رسالة يجعلك تدرك أنه ثمة في فنّ الفاجعة، أناس من لحم ودم وإحساس، هم ثلّة وإن كانوا قلّة، إلا أنهم يجعلونك تطمئن، رغم كل التسخيف الحاصل في التفنّن في حب الظهور المرضي، لدى “رموز” الزمن الرديء، من فناني وفنانات= غواني المراحل القذرة..
“إيه إيه”.. رامي عياش بإحساسه الذي لا يقارن، وموسيقاه الجميلة النبيلة، ولمسات المخرج الذكية والبسيطة والـ فوق الفذلكة.. وبالتأكيد، حضور النجمة الكبيرة كارمن لبّس.. سيدة التفاصيل الصغيرة والكبيرة، رسم خطوط المشهد الذي كان.. بأصدق ما يكون، كما عادتها، في لعب كل دور يوكل إليها.. فتتنفسه حتى اكتمال المطلوب.. بكل نظافة وشياكة.
كل هذا وذاك، يجعلك مستكيناً أن عالم الفن المعبّر حتى عن كارثة بحجم وطن وأمة، لا يزال بخير..
أنا ثائر.. تضرب على نبض القلب كما يضرب رامي على قلب قلبه..
فيديو كليب “أنا ثائر” لا استعراض فيه ولا غوى.. لا تسوّل لـ “إعجابات”.. 4 دقائق و14 ثانية، تطرح بجدّ حكاية إيمان بالبلد.. من ابن بلد محبّ له رغم كل السواد والتقتيل والتدمير والتجويع والتفقير.. وكل ما يناسب من خواتيم الكلمات..
عمل فني هادف جرى إعداده بأمانة ليقول في كلمات صادقة، صاغتها نفسٌ تستشعر آلام كل الناس وأقصد د. نادين الأسعد:
معي وطني
معي غضبي
لهيب الحق في جسدي
وللآهات أنياب
تمزق فلذة الكبد
ونوح الأم اغرقني
بجَزر الآخ والمد
وأشرعتي مهيأة
ويرغي البحر بالزبد
أنا
أنا ثائر
ومن مهدي إلى لحدي
معي وطني
معي غضبي
معي الإيمان في بلدي
وفي بطاقة العمل: موسيقى: رامي عيّاش، كلمات د. نادين الأسعد، تنسيق موسيقي داني حلو، استديو داني حلو، ضيفة الشرف كارمن لبّس.. إخراج: أنطوني يوسف..
لكل فريق العمل، من فكّر، ونفّذ وقدّم.. كل التقدير والحب..
حنان فضل الله