د. مارون الخوري لـ “وقفة وموقف” عن إبعاده الملحوظ: لن أخيّب آمال الناس ولن أساوم

كتبت: حنان فضل الله

في سبعينيات وأول ثمانينيات القرن الماضي، كان مسلسل تلفزيوني عن طبيب عظيم في مهنته وفي إنسانيته، يداوي المرضى من خلال القَسَم الأشرف الذي رفعه على نية صحة أخيه الإنسان برموش العين.. تذكّرت هذا المسلسل الذي سمعتُ تردّدات عظَمته من أبي الذي لطالما نوّه بذكاء وحنكة هذا الـ “حكيم” حين يعالج مريضاً تبعاً لحالته الخاصة بنيته، نمط حياته، ظروفه اليومية، تاريخه المرَضي… كأن تنبّه مرة إلى حالة مريض عانى طويلاً من ألم في كتفه الأيسر.. حتى احتار الأطباء في وجعه، لكن نباهة الدكتور ويلبي قادته إلى سؤال الموجوع عن مهنه ليكتشف أنه سائق سيارة أجرة، محكوم بفتح الشباك لجهة كتفه الأيسر= “سفقة هوا وتشنجاً عضلياً).. تحليل ذكي لحالة مرضية قبل تفاقمها..

لا أعرف لماذا أشبّه الدكتور مارون الخوري به، هو الاختصاصي في طب المناعة وأكثر، لخصاله الأخلاقية والإنسانية ونبله وشهامته.. يعتمد نمطاً إنسانياً في التعاطي مع الواقع الكوروني بنسخته الأولى ثم المتحوّرة.. 

هل الدعوة إلى تقوية جهاز المناعة (الخاصية الإلهية الحامية) واعتماد نظام اغتذاء صحي ونمط حياة سليم جرية تستحق الإبعاد؟ أليست نصائح يوصى بها الأطباء واختصاصيو التغذية والصحة و.. و.. و.. 

المهم..

في برنامجها “وقفة وموقف” فاجأت الإعلامية القديرة هلا حداد متابعيها باستضافة  البروفسور مارون الخوري، الدقيق في طروحاته العلمية التي أطلقها عبر الكثير من وسائل الإعلام على مدى عام كامل (2020) لكن خفّ حضوره العلمي والعقلاني والمسلّح بالمنطق في الفترة الأخيرة،بشكل طرح تساؤلات كثيرة عن الهدف من تغييبه، وكانت الزميلة حداد تساءلت حول محاولة لاغتيال سمعته في تغريدة أشرت إليها في المقال السابق..

يحصل هذا عشيّة وصول اللقاح المضاد -افتراضاً- للكورونا.. بنسخته الأولى وقبل التحوّر..

وسط حملة إعلامية ترويجية تشجّع “الجمهور” على تعاطيه!!!

إذن.. وفي محاولة منها لردّ اعتبار معنوي لهذا الـ “حكيم” في مهنته، حلّ البروفسور الخوري ضيفاً عزيزاً.. بصدق وبالوثيقة الصوتية (راجعوا المقابلة عبر موقع إذاعة صوت فان الإلكتروني) قال البروفسور مارون الخوري إنه لا مصلحة له مع أي شركة منتجة للقاحات..

تساءل عن ضرورة السماح بإعطاء المجال للرأي والرأي الآخر خصوصاً في العلم..

طلب أن: “يفحموني ويذلّوني”.. لكن بالمعرفة والطب؟ هل من يتجرأ على مواجهة العلم بالعلم والحجة بالحجة؟وأكّد أن الحكم هو للأبحاث والدراسات العلمية.. 

وردّاً على سؤال حول ادعاءات- باطلة- في أنه يحرّض المجتمع على عدم تناول اللقاح في وقت يسعى المعنيون الى ما يسمى بمناعة القطيع، وفي مقارنة مع الوضع “اللقاحي” في أميركا حيث كان التردّد سيّد البدايات بينما اليوم جرى تجاوز الامر إلى الإقبال، تمنّى لو أن سعادة النقيب (نقيب الأطباء شرف أبو شرف) عالج الموضوع بطريقة مغايرة من خلال احترام رأيي وسجلّي في هذا المجال، لكان وصل الى حقائق دامغة ودعا الى مؤتمر طبي.. وأضاف أنه كان بالإمكان إنجاز الكثير وإيقاف الهدر بالأدوية.

وعن سؤال حول مَنْ قرّر أبعاده أشار البروفسور الخوري إلى جهات طبية ووصّفها أو سمّى بعضها، وتحفّظ عن ذكر أخرى.. وتساءل: هل يعُقل أن لا يؤخذ برأي طبيب دارس؟ أليست اللقاحات الموعودة ستُعطى في عيادات من قبل مختصّين؟ 

وتمنى لو أن نقيب الأطباء الدكتور شرف ابو شرف عالج الأمور بطريقة مختلفة..

واستغرب البروفسور مارون الخوري الاعتراض على اعتراضه حول التجارب التي أجريت عند اجتراح اللقاح.. على من أجريت التجارب؟ على البشر؟!! “عم يعطوا اللقاح لعالم أصحاء وبأرقام هائلة”!!

ودعا إلى الاشتغال على العلاج وعلى اللقاح معاً..

وبأسف قال البروفسور الخوري رداً على سؤال الزميلة حداد عن الحصار الإعلامي المفروض عليه: 

نعم.. ثمة تعليمات في أنه ممنوع الدكتور خوري يطلع عالإعلام” ولفت الى انه ” ما صار مجال تا ردّ بطريقة علمية وحضارية.. حسيت انو فيه مشكل”..

وبشفافية أعلن البروفسور مارون الخوري أنه لا يمكن أن يكون حيادياً، تجاه ناسه في لبنان وطنه الأم وفي أميركا وطنه الثاني الذي أحبه ويعترف بفضله عليه حيث تابع علومه التخصصية بعد أن أنهى دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت، أعلن وبكل قناعة أنه لا يمكن أن يكون حيادياً وأنه قادر على الربح في أي محكمة، وهو من المؤمنين بالقول الأثير: الساكت عن الحق شيطان أخرس.. وأكّد: لن أخيّب آمال الناس ولن أساوم.

وختم البروفسور الخوري حديثه الى إذاعة صوت فان والزميلة هلا حداد في برنامجها “وقفة وموقف”:

كنت قوياً بإيماني بالرب.. وعلى خطى المسيح على الصليب، وعليّ والحسين وإيمانهم الصلب.. هذه تجربة لفحص الإيمان.. الكلمة الصادقة والعلم الى انتصار..

ووجه تحية ووعداً صادقاً إلى أهله في كل مكان في لبنان: من نيحا وعاليه والشوف وبيروت وبعلبك الهرمل وعكار والجنوب وكسروان وكافة الأراضي اللبنانية.

(صورة البروفسور مارون الخوري عن الميادين، صورة الدكتور ويلبي عن يوتيوب)

 

التعليقات