شعبٌ شعارُهُ الـ “وغداً يوم آخر”.. طبعُهُ الغالبُ نسّا!!

كتبت: حنان فضل الله

وغداً يوم آخر.. تلك مقولة تعني أن ما تمّ إنجازه اليوم انتهى، وعلينا أن نشرع في التخطيط  للغد.. بالنسبة لنا، لهذه الجملة معانٍ مختلفة كلياً عن الأساس..

أول بوارد الاختلاف فيها، أننا شعب طبعه “نسّا”..

وتلك بالتأكيد نقمةٌ نقمة لا نعمة..

كم من كارثة على مستوى الوطن “قطعنا” عنها واعتبرنا أن غداً يوم آخر..

في صحته.. نسيناها

في اقتصاده نسيناها

في أمنه نسيناها

في مجتمعه نسيناها

في توازنه نسيناها

في هيبته نسيناها

في سيادته نسيناها

في سيادته نسيناها

في سيادته.. نسيناها

حتى ما يرتكبه إعلامنا- في أكثر أكثريته- ننجرّ به ومعه وبسببه، ويحكمنا النسيان ولا ندقّق وتكون مواقفنا بنت الغريزة الموصِلة للحقد والمولودة منه..

إعلامنا الذي ساهم في جرّ البلاد والعباد إلى الهاوية.. ينتعش حين يفرّ الدم، ويعتاش من الأزمات.. فرّخ أسماء كانت مغمورة ونجّمت، وكبّر أسماء وجعل أصحابها “رموزاً” هم في الواقع عاهات فكرية ووطنية وإعلامية .. لكن ألم يأتِ في بال أحد من نجوم المرحلة أن الصاروخ مهما انطلق إلى فوق فوق.. لا بدّ من أرضية.. يطجّ عليها!!

“محاية النسيان” حفّت على ذاكرة الحرائق (هل نذكر؟).. ثم هوجة قطع الطرقات، سبقتها تحركات واحتجاجات و”فوْجرات” غطّاها الإعلام وتبناها ووجّهها.. وتبعها رفع حجارة الباطون في نفق نهر الكلب.. نوايا تقسيمية ترهيبية؟ ونسيناها..

ثم جائحة كورونا وفوضى التفسير والإصابات والأرقام والعلاجات والاستشفاء والفاتورة الطبية والكمامات..

واختفاء الودائع.. “بحّ”.. والسوق السوداء للدولار.. ونغمة الـ “لولار”، وتلاعب المنصّات.. والحاكم بأمر خزائن المال.

سبقتها وتخلّلتها وتلتها كارتيلات المحروقات وطوابير الذلّ والمولّدات والدولار الطالبي واستحكمت ونسيناها.. ولا تزال.. وكذلك نحن..

وتفجير المرفأ وأحداث الطيونة وما بينهما من فلتان في التسعير وغيبوبة ضمائر التجار وانهيار حال المواطن الذي ينعي الجميع باسمه من غير فائدة.

عامان- والثالث على الطريق- والفتنة “تتفتّل” بيننا، و”ياما.. ياما بتعمل حالها نايمة”..

نحن في الأسوأ.. لأننا الأسوأ؟

نعرف المجرم ونسمّيه أحياناً وأحياناً أخرى نلمح إليه.. نميّزه من مسافة قهر.. لكننا ننسى وحين يأتي الغد.. يكون فعلاً يوم آخر..

أي بؤس هذا؟!!

هل نسأل؟

منذ متى وطبعنا يغلب التطبّع؟

إلى متى؟

لا أحد يعرف.. إلا أن الله لا يغيّر ما بقوم، حتى يغيّروا ما بأنفسم..

هل هذا بصيص أمل؟! ربما..

(الصورة الرئيسة من emoji الواتساب بتصرّف)

التعليقات