شو بتقول الأديان.. عن زراعة قلب خنزير في جسد الإنسان؟

الصورة أعلاه تصميم المخرج الفنان Garabet Tahmajian

ببداية العام 2022 تحقّق إنجاز علمي بالمركز الطبي بجامعة ميريلاند بالولايات المتحدة الأميركية.. تمثل هالانجاز بنجاح عملية زرع قلب خنزير بجسد ابن الـ 57 سنة ديف بينت على يد فريق طبي بقيادة الدكتور بارتلي غريفيث..

وكان نجح العلماء باختبارات زراعة قلوب خنازير داخل أجساد قرود البابون، مع عيب وحيد انو قلب الخنزير بيكبر مع الوقت داخل جسم القرود، لهيك تم تعديل جيني بيمنع قلب الخنزير من اكتساب حجم إضافي داخل جسم الإنسان، واعلن الفريق الطبي المشرف على هالعملية نجاحها، لأن جسم ديف ما رفض قلب الخنزير، وهيك ديف رح يكون أول انسان بعيش وبصدره  قلب خنزير.. وعلى اللبناني منقول “انكتبلو عمر جديد” من بعد ما وصل للموت بسبب عدم توفر بديل لإنقاذ حياته..

العلم والطب نجحوا بزراعة قلب خنزير بديل عن قلب بشري مريض، لكن الدين المسيحي والإسلامي شو بيقولوا عن هالسابقة العلمية، رح يكون النا إضاءة مع شخصيات روحية حول الموضوع..

أكد الأب البروفسور إدغار الهيبي أمين عام اللجنة الأسقفية الرعويّة للخدمات الصحيّة في لبنان انو الكنيسة بتشجع على وهب وزرع الأعضاء من أي كائن، بشري أو حيواني…

وبيسأل الأب الهيبي بالمقاربة اللاهوتية والأخلاقية والمؤسساتية يللي قدمها حول وهب وزرع الاعضاء:

من أين نستحصل على الأعضاء لزراعة هل من إنسان او حيوان؟

يُجيب: يجدر القول هنا بأن مبدأ الانتماء البيولوجي والعضوي للخليقة بأسرها، يسمح للكنيسة القبول بالأعضاء الحيوانية مع احترام شرطين أساسيين:

– أن تُطبق القواعد العلمية الطبية بكل جذريتها ومصداقيتها للتأكيد من سلامة عملية الزرع ونتائجها على الإنسان.

– أن تُستثنى من الأعضاء والخلايا والأنسجة المرتبطة ارتباطاً مباشراً بهوية الشخص العضوية (التناسلية) وبفرادته النفسية (بعض أجزاء الدماغ) تنطبق أيضاً على الأعضاء المستأصلة من إنسان آخر..

*****

بالمقابل أوضح القاضي في محكمة بيروت الشرعية والأستاذ الجامعي الشيخ الدكتور محمد النقري، ان أكل لحم الخنزير حرام في الشرع الإسلامي، واذا كانت هناك استفادة من زارعة قلب خنزير لإنقاذ حياة الإنسان هذا جائز لِعِلّة الضرورة..

*****

 

الخوري انطوان يوحنا لطوف من ابرشية بيروت للروم الكاتوليك اعتبر إنو الطب منذ فترة استعمل صمامات من قلب الخنازير في أجسام البشر، لهيك ما في مانع من زرع قلب خنزير داخل جسد انسان ما دام ما في خطر في أي تغيير بالـ  DNA للإنسان، ومع استبعاد أي مخاطر  من تغيير في التركيبة الجينية،إلى جانب أمان عملية الزرع وموافقة المريض بحال كان واعي أو موافقة اهله بحال كان بغيبوبة لا مانع ديني أو أخلاقي من زراعة أعضاء حيوانية في جسم الإنسان..

*****

الشيخ زهير قَوْصان– مدير المعهد الشرعي الإسلامي ومدير المعهد الشرعي التابع لمؤسسة العلاّمة المرجع السيد محمد حسين فضل الله- استند للتأكيد على موافقة الشرع لزراعة قلب خنزير في جسم إنسان على فتوى للسيد فضل الله، في نص واضح وصريح في كتابه “المسائل الفقهية قسم المعاملات”- صفحة 627/ في الباب الثامن والعشرين من قضايا علمية واجتماعية:

س2520 : هل يسمح بالهندسة الجينية؟ واذا كان ذلك مقبولاً، فماذا عن استخدام قلب الخنزير المعدل للانسان كونه الأقرب الى قلب الإنسان؟

ج: يجوز ذلك

*****

الأب الدكتور لوقا طعمة المقيم في أميركا والحاصل على دكتوراه في اللاهوت في أخلاقيات علم الحياة في أمريكا أفاد برأيه الشخصي: لا يوجد مشكلة في زراعة قلب خنزير في جسد الإنسان، وأضاف حسب معلوماتي القلب يللي انزرع معدل وراثياً حتى ما يرفضه جسم المريض، وهالتقنية جديدة وغير معروفة النتائج اذا رح تنجح او لا، واذا فعالة او لا، وبضيف الاب طعمة: السؤال هل مسموح نعمل تجارب على شخص مش مضمونة نتيجة نجاح عملية زرع القلب؟ حسب معلوماتي هالشخص ما كان عندو خيار آخر لإنقاذ حياته، والسؤال الثاني هل مسموح نجرب على شخص آخر اذا في احتمالات أخرى لإنقاذ حياته؟ هون لازم الفريق الطبي يناقش بمسؤولية، وحول مبادئ استخدام أي شي حيواني لمساعدة البشر بيأكد  هالشي حصل، وأشار انو كل الابحاث التجربية لفعالية الأدوية بالمختبرات تُستعمل عالحيوانات لمساعدة الإنسان..

*****

الشيخ صادق النابلسي مدير معهد الإمام الصادق في صيدا شرح الفرق بين اكل لحم الخنزير وزراعة قلب خنزير في جسم الإنسان وقال: الحرام في الإسلام هو أكل لحم الخنزير أما نقل عضو منه إلى جسد الانسان فليس حراماً. فتترتب على عضو الحيوان المنقول لجسم الانسان أحكام جسم الإنسان بعد صيرورته جزءًا من جسم الإنسان وحلول الحياة فيه. فإنّه لا مانع شرعي إذا توقف إنقاذ النفس المحترمة على نقل عضو حيوان إلى جسد الإنسان حتى لو كان هذا الحيوان نجس العين كالكلب والخنزير. اما استحالة المواد من جسم إلى جسم آخر، فيعتبر ذلك من المطهرات لو كانت المواد في أصلها نجسة فيطهر ما أحالته النار ونحوها رماداً أو دخاناً أو بخاراً وفي مفروض السؤال أن أي مادة نجسة تحولت من حال إلى حال ولم تبق على هيئتها وصورتها الأصلية فتصبح بالاستحالة طاهرة لأن موضوعها تغير وعنوانها تغير والأحكام تتبع الموضوعات.

*****

الأب بسام ناصيف أستاذ اللاهوت الرعائي في جامعة البلمند نوقّف عند اعتبار بعض القديسين  واللاهوتيين الأرثوذكس أن القلب له معنى لاهوتي وروحي عميق في تكوين الجسد، ولهذا يعارضون وهبَه أو زراعة قلب آخر مكانه، وكذلك الأمر بالنسبة للرئة.

وحول ملف زرع أعضاء من حيوان (xenografts) الى إنسان، تنتظر الكنيسة اليونانية بحثاً طبياً أعمق لتقرر، أما الكنيستان الرومانية والروسية فتعارضان بشدة لأنهما تعتبران أن نقل الأعضاء من حيوان الى إنسان سيجعل طبيعة الإنسان مشوّشة.من جهة أخرى جمعيات الرفق بالحيوان كان عندها اعتراض على قتل الحيوانات ولو كان الهدف إنقاذ حياة الإنسان.. وهون البحث بيصير عقيم..

*****

الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية ومسألة وهب و زراعة الأعضاء:

أشار الخوراسقف بارين فارطانيان إلى إنّ وهب اعضاء بشرية في جسم الأنسان، لا ترى فيه أي مانع ديني، لأنه عمل إنساني بامتياز، بشرط أن لا يكون وراءه متاجرة أو مقايضة، وأن لا يضر بالإنسان الذي تنقل منه وهو على قيد الحياة، وفي حال الوهب ما بعد الموت، فهو شيء نبيل وإنساني لأنه ينقذ حياة الكثيرين من البشر من الموت.

وأمّا بخصوص زرع الأعضاء الحيوانية في أجسام البشر، مبدئياّ لا مانع فيه، في حال أثبت العلم والطب، أنه لا ولن يوثر سلباً على الإنسان، لا من قريب أو لا من بعيد، لا بشكل مباشر أو غير مباشر، و لا مع مرور الأيام أو السنين على صحة وسلامة الأنسان وخصوصيته البشرية، أو التأثير في تغير الجينات البشرية، والخلايا والمورثات البشرية أو بهوية الأنسان البشرية، وبالأخص ألا تكون أي عواقب أو نتائج غير حميدة على الأنسجة الدماغية والحياتية والنفسية والتناسلية لديمومة التكوين البشري الذي خلقه الرب.

*****

من جهة أخرى جمعيات الرفق بالحيوان كان عندها اعتراض على قتل الحيوانات ولو كان الهدف إنقاذ حياة الإنسان.. وهون البحث بيصير عقيم..

بالنهاية.. الدين بشكل عام استفاد ووافق العلوم وبالاخص الطبية يللي بتصب لصالح وخير الإنسان، اما العلم هل استفاد ومارس أخلاقيات الدين لما هو صالح وخير الإنسان؟

*****

بالنهاية الدين بشكل عام استفاد ووافق العلوم وبالأخص الطبية يللي بتصب لصالح وخير الإنسان، أما العلم فـ.. هل استفاد ومارس أخلاقيات الدين لما هو صالح وخير الإنسان؟!

التعليقات