عن صراع جبابرة “تويتر” جمهور غسان سعود V/S جمهور بثينة علّيق.. مسٌّ بالعزّة الـ.. إعلامية!!

كتبت: حنان فضل الله ثلاثة/ أربعة أيام ولا يزال صراع جبابرة تويتر على أشدّه بين جمهورين: جمهور الصحافي غسان سعود وجمهور الإعلامية الموصوفة بـ أيقونة الإعلام المقاوم” بثينة علّيق.. ما يعني جمهور التيار من جهة والحزب من جهة ثانية..  لا عقلاء هنا ولا عقلاء هناك استطاعوا أن يؤثروا على الوضع المأزوم.. ثلاثة/ أربعة أيام ولا يزال جمهورا التيار والحزب يتقاذفان التغريدات بكل ما فيها من قدح وذم وتشهير وتنمّر (البديل الأنيق لكلمة مسخرة)..  هجوم بين جمهورين تجاوز الرمانة والقلوب مليانة، فتحوّل إلى نكران وإلغاء من جهة ومن جهة ثانية تبجيل وعلى شوي “تقديس وتوزيع هالات نورانية” فوق رأسي “بطلي” التغريدات.. بلا أدنى قواعد الذوق والحكمة والحلم والوعي.. ثلاثة/ أربعة أيام تمرّدت قوات فاغنر على السلطة الروسية وأربكت الرأي العام العالمي لبعض الوقت ثم انتهت الخبرية، والمغرّدون في قضية الرأي العام اللبناني (الـ..) لم تهدأ.. ثلاثة/ أربعة أيام  ودّع العالم غواصة تيتان والخمسة الذين غرقوا فيها وجمهور تويتر يرغي في القضية.. ثلاثة/ أربعة أيام نسي الجمهوران الفظيعان قضية المطبّعة فجر السعيد (ما غيرها)  أمّ الباسبور الموبوء، والتهوا بعبارة خانت صاحبها ذات لقاء تلفزيوني.. كيف قال غسان سعود ان “بثينة عليق مشنغلة الصحناوي”.. وكما النار في الهشيم تناقل “آحادهم” مقطع المقابلة، فقامت القيامة التويترية ولم تهدأ بعد. علماً أنه اعتذر..  طيب ماذا لو انتقد أحدٌ إداء بثينة الإذاعي؟ هل مَن يتجرّأ على القول إنها تقاطع الضيف كثيراً في استعراض واضح لثقافة سياسية عميقة وواسعة- من دون شك- بشكل ملفت ومزعج غالباً وتتوقف عن اعتبار “جمهورها” غشيم ولا يفهم “قدّها” وتربكُ المستمع الذي اختار أن يتابع هذا الضيف، فيضطر إلى التوقف عن الاستماع إليها؟ هل ينقص هذا من مقامها الكبير وهي المتواضعة التي تشكر متابعيها وتثمّن متابعتهم لها وتعتز بشهاداتهم بها، للمناسبة، هل تعدهم بالتخفيف من ابتلاع الهواء والإسراع في “كسب” كل نَفَس قبل انتهاء وقت البرنامج؟ هل تعيد الاستماع إلى حلقاتها من باب النقد الذاتي؟  وبالعودة إلى موضوع الحرب التويترية التي كادت توصل “الذمّ” للركب.. معقول؟ هل مسّ غسان سعود بالعزّة الـ إعلامية؟ حتى تتحوّل المسألة إلى عرض وشرف وحجاب وإسلام ومسيحية وسُتر وصليب؟ قد يكون الرجل أساء التعبير وقد يكون انفعل، مثلنا كلنا حين تفلت تعابير لم يعد بالإمكان ردّها.. أكرّر.. ألم يعتذر؟ على فكرة، لِمَ لمْ “يُشيّر” المغرّدون ما شَهِد به لـ بثينة عليق- في المقابلة ذاتها- حين عبّر سعود عن احترامه وتقديره لثقافتها وبأنها إعلامية غير عادية وتتمتع بثقافة واسعة.. وعلى فكرة ثانية، وفي دفاع صادق وصريح عن غسان سعود، لقد عبّر عن تقدير لشباب الحزب الأبطال، أفضل من كثير من هؤلاء الهائجين، أليس هو من تحدّث عن الروح التي لا يمكن للعدو أن يهزمها؟  على هامش صراع جبابرة تويتر هذا، من قال إن التيار والحزب كيان واحد؟ من يُفهم الهائجين- من جمهور الحزب بالذات والتيار بالذات- على مواقع التواصل أن هذا لا يفيد بل يعمّق الخلاف وأصله اختلاف لا عداوة؟ من يلجم المخوّنين القاديحن المشهّرين أننا أبناء بلد واحد.. وأن المشكلة ليست في ما قاله غسان سعود.. هي مشكلة نوايا يجب أن تصفّى.. طيب غداً إذا استضافت بثينة غسان في استديو إذاعتها.. أيُّ هواءٍ تروح فيه عبقات التطرف والطائفية والعنصرية والـ “نحن وانتو” القبيحة التي فاحت على تويتر؟ والقرف الذي ضجّ به البلد لأيام؟ متى يدرك هؤلاء وأولئك أن الاختلاف  في الرأي حالة صحية..  غداً.. حين يتفق الكبار ويلتقي رمزاهما المحترمان.. كيف سيخرس هؤلاء؟ بالتقسيط أم دفعة واحدة! وليس آخراً.. لو أن مبدعي تويتر الأوائل جاك دورسي ونوا غلاس وبيز ستون وإيفان ويليامز ومن بعدهم شاري الموقع ايلون ماسك عرفوا البهدلة التي سيصل اليها حال منصّتهم التي أسسوها للتواصل الاجتماعي لا للتناحر.. لما كان فكّروا بتعميم الفائدة على جمهورين، أحدهما اسوأ من الآخر!! 

التعليقات