في لبنان.. حرامي المصارف الأكبر و (أو) “نشّال” جزادين الستات.. أليس مواطناً؟

كتبت: حنان فضل الله

من هو المواطن؟ سؤال يعنّ على البال ويوزّ فيه، كلما دلق مسؤول ما سيلَ حرصه عليه وخوفه على مصلحته وباقي الـ Bla Bla Bla..

عادةً.. من الطبيعي أن يكون أي مواطن يسكنُ أرضأ ويلتحف سماءها_أباً عن جد_ مواطناً في هذه الدولة.. لهه حقوق مشروعة وعليه واجبات..  هذا هو الأمر المحسوم عرفاً وقانوناً ومنطق دساتير.

في بلادنا تغطي صفة- كلمة- المواطن ضبابية مكثّفة.. من هو -بالتحديد وبالذات- المواطن الذي يسعى الجميع خلف تأمين مصلحته وحياته الكريمة؟

صاحب السوبر ماركت أليس مواطناً ينهب أخيه في المواطَنة؟

تاجر الجملة أليس مواطناً؟

بياع الدولارات اللاعب المتلاعب بالتسعيرة، أكان “هاموراً” كبيراً نافذاً متنفّذاً.. أم مرفرف لرزمة “مصاري” بمئات الألوف وهو يصدح “صرّاف صرّاف” تحت الجسور.. هذا أو ذاك.. أليس مواطناً؟

أبو نص لسان وسواه “تبع” شركات المحروقات (تنمّر ونصّ) أليس مواطناً وإن ادّعى الفقر والقلّة والجوع.. والحرص على جيب المواطن؟ أليس هو و”نص” لسانه.. مواطناً؟!

حرامي المصارف وأرزاق المواطنين.. أليس هو الآخر مواطناً.. أم أن الريشة المغروسة على رأسه تمنعـ.. “هم” من نتفها وإيداعه الحبس الأبدي حتى يموت ندماً.. 

ثم.. الكهربجي.. الدكنجي، الكندرجي، البنشرجي، الجوهرجي، الخضرجي، الخزمتجي.. المرافقجي.. البلطجي.. اللحام، الفران، الفوّال، بائع الكعك الجوّال.. المزارع، الممرض، السوّاق، الطبيب، الأستاذ، التلميذ، المحامي، المهندس، الخياط، الحلّاق، الصرّاف.. يا عمي حتى سرّاق “ريغارات” الصرف الصحي.. أو نشّال جزادين النساء في الأسواق الشعبية.. أليس مواطناً؟

الرؤساء والمرؤوسين.. النواب والنائبون عنهم.. الوزراء والموزّرين لحدمتهم.. حتى القضاة.. الشرفاء منهم والمباعون.. أليس كل منهم مواطناً؟

اللائحة طويلة.. والسؤال يكرّر نفسه.. 

من هو المواطن الذي ينادي الجميع بحقوقه إذن؟ 

أليس هو بذات نفسه المحاط بمجموعة “مواطنين” من رُتَبِ مختلفة؟

مواطن ينهش لحم أخيه المواطن.. حقيقة موجعة وواقع مرّ.. دوامة “يبرم” فيها المواطنون..

متى الخلاص والتغيير؟ الإجابة واحدة لا بديل عنها:  إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

التعليقات