كانت ستيفاني.. صارت غاغا و”ليدي”!!

من النوادي الليلية إلى النجومية والإشكالية

هي مغنية مقزّزة برأي الكثيرين، صرعة العمر برأي آخرين، وحالة خاصة برأي الجميع.. مثيرة للجدل، غريبة الأطوار، فرضت نفسها ككل مجانين الـ show biz على هواة النوع وغير الهواة.. الليدي غاغا.. “ما” هي؟

اسمها الأساس رباعي الدفع ستيفاني جوان أنجلينا جيرمانوتا Stefani Joanne Angelina Germanotta أميركية من أصول إيطالية، حلّت ستيفانو جيرمانوتا على هذا العالم في آذار- مارس 1986، تعلمت العزف على البيانو في سن الرابعة، وكتبت أول أغنية pop شعبية وغنتها مع عزف على البيانو وهي في سن الـ 13.

في إحدى مدارس مانهاتن الكاثوليكية درست ستيفاني، وكانت كما تصف نفسها في تلك المرحلة: “منظّمة، مجتهدة ومنضبطة إلا أنني كنت أشعر أنني مسخ”، فطبعها الفوضوي الذي يغلب عليه المرح والاستفزاز وغرابة الأطوار منعها من الانسجام مع محيطها، ولم يكن لها الكثير من الأصدقاء.

مع بلوغها سن الـ 17، التحقت ستيفاني جيرمانوتا بجامعة نيويورك باكراً، وعاشت في مساكن الجامعة. وهناك درست الموسيقى وحسنّت مهاراتها في كتابة الأغاني، من خلال تلحين وكتابة موضوعات تتحدث عن الفن والدين والسياسة والمشاكل الاجتماعية، وشعرت بالتميّز عن زملاء الدراسة. وقررت أن تترك الدراسة وهي لم تنته بعد من سنتها الثانية، لتركز على عالم لطالما أحبته: الموسيقى وكتابة الأغاني. وعندما ناقشت الأمر مع والدها، وافق على أن يدفع لها أجر شقة لمدة سنة، شرط أن تعود إلى الدراسة إذا فشلت، وهذا ما كان يرجحه.

أرادت ستيفاني أن تتحدى الجميع وتثبت أن اختيارها هو الصحيح، وقالت عن تلك المرحلة: “تركت كل عائلتي، سكنت في شقة زهيدة الإيجار، تناولت أسوأ الأطعمة، عشت حياة فقر مدقع بانتظار أن يستمع لي أحد”.

استطاعت ستيفاني وهي لم تتجاوز الـ 19 من عمرها أن تصل إلى شركة تسجيلات “ديف جام” لتتولّى إدارة أعمالها وتسجيل أول ألبوم غنائي لها، إلا أن الشركة تخلت عنها بعد ثلاثة أشهر، فهي غير معروفة والإنتاج لفنانة مغمورة- وإن تكن واعدة وطموحة- مغامرة غير محمودة العواقب.

لم تفقد ستيفاني الأمل وتعرّفت من خلال شركة “ديف جام” على المنتج وكاتب الأغاني ريد وان، وكان أول تعاون بينهما أغنية  “Boys Boys Boys”، ثم سجلت مع مغني الهيب هوب مايلي مايل أغنيتين مرفقتين مع كتاب أطفال حمل اسم البوابة في المنتزه.

أول فرقة موسيقية شكّلتها كانت “فرقة ستيفاني جيرمانوتا” مع بعض أصدقائها من جامعة نيويورك، حيث سجلوا أسطوانة بوب شعبية في استوديو يقع تحت متجر كحوليات في نيوجيرسي. في تلك المرحلة بدأت ستيفاني تتعاطى المخدرات، فكان ذلك سبب مقاطعة والدها لها لفترة خصوصاً أنه لم يجد مبرراً لذلك.

ستيفاني صارت ليدي و.. غاغا

أراد المنتج الموسيقي روب فوساري أن يميّز ستيفاني باسم أو لقب يلفت الأنظار إليها أكثر من اسمها التقليدي ستيفاني، فاختار “ليدي غاغا” مستوحياً إياه من أغنية فرقة كوين “Radio Ga Ga” وهذا الاسم- اللقب الذي اشتهرت به.

سنة 1997، قرّرت ليدي غاغا، أن تبهر الجمهور، وتكون هي، غريبة الأطوار، المائجة بين المرح والاستفزاز، فاختارت أن تتعاون مع فنانة المسرح ليدي ستارلايت، التي ابتكرت لها أغرب الأزياء والأشكال والألوان والتوليفات الغريبة. وقدمت ليدي غاغا وستارلايت في الملاهي استعراضات غنائية حملت اسمهما “استعراض ليدي غاغا وستارلايت”، ثم دعيتا إلى مهرجان لولابالووزا الموسيقي،حيث نال أداءهما الإعجاب، وكان نقطة الانطلاق الأوسع لـ غاغا.

أرسلت شركة تسجيلات ستريملاين، اسم غاغا في لائحة المتعاونين معها، وفكتبت الفنانة الشابة أغنيات لبعض المشاهير مثل بريتني سبيرز وفرق موسيقية معروفة مثل بوسيكات دولز، فيرغي ونيو كيدز أون ذا بلوك.

ذات تسجيل لأغنية لاحظ المغني أيكون قدراتها الصوتية، فأغجبه أداؤها، وأقنع أيكون رئيس انترسكوب “جيمي لوفين” بعقد صفقة لتسجيل اسم غاغا في شركة أيكون كون لايف. وولدت أغنيتاpocker face  و just dance وغيرهما.

انتقلت غاغا للعيش في لوس أنجلس وقد بأت أبواب الشهرة تفتح لها، وانكبت على إنجاز أول ألبوم رسمي لها: The Fame، (إنتاج شركة “انترسكوب”). وقد حاز على إعجاب النقاد والجمهور و تصدر قائمة أفضل الألبومات في العام 2008، وحققت أغنيته الرئيسية Juste Dance” المركز الأول بسباقات الأغاني في النمسا وكندا وإيرلندا وبريطانيا، وضمن أفضل خمسة أغاني في أمريكا وأستراليا. كما ترشحت بعد ذلك لجائزة غرامي لأفضل أغنية راقصة. بعد ذلك حققت أغنيتها الألبوم الأخرى Poker Face ” نجاحًا أكبر، واحتلت المركز الأول في أسواق الموسيقى حول العالم، وفازت أغنيتها وجه البوكر بجائزة غرامي لأفضل أغنية راقصة، وفاز الألبوم بجائزة غرامي لأفضل ألبوم موسيقى إلكتروني/راقص.

أول جولة فنية لها كانت كعرض افتتاحي لحفلات فرقة نيو كيدز أون ذا بلوك، ولكن وبما أنها ذاقت طعم النجومية، وتملك تقدير عالياً لشخصيتها الفنية الخاصة، وجدت غاغا أنه حان الوقت كي تبدأ جولتها الخاصة باسم  The Fame Ball Tour.

وفي أيار- مايو 2009، ظهرت غاغا على غلاف مجلة رولينغ ستون نصف عارية، مرتدية فقاعات بلاستيكية موضوعة بشكل “استراتيجي” على جسدها ما أثار زوبعة من الانتقادات، إلا أن غاغا لم تهتم وازادت غابة في أزيائها في كل مرة تطل فيها على جمهورها.

بعد النجاح الذي حققه ألبومها الأول، أطلقت ليدي غاغا ألبومها الثاني، The Fame Monster، وحقق الألبوم نجاحاً كبيراً. وقد صرحت بأن الألبوم يناقش الجانب المظلم للشهرة، بينما كان الألبوم الأول يعكس الجوانب العادية منها.

وكرت سبحة الألبومات والجوائز والغرابة..

تأثرت ليدي غاغا بمغني الـ Glam Rock مثل فرقة كوين، وبمغني البوب مثل مايكل جاكسون ومادونا. ولم تخفِ ولا مرة تأثرها الشديد بعالم الموضة والأزياء.

ليدي غاغا كما يبدو، تعشق جمهورها وهي تصفه بالوحوش الصغار، وشمت ذلك على جسدها، هم يعتبرونها مصدر وحي لها والداعم لثقة معجبيها بأنفسهم، ودورها في خلق الحياة في صناعة الأزياء. وُصفت عروضها بأنها مرفهة ومبتكرة، وخاصة العرض الذي قدمته في حفل جائزة الـ VMA عام 2009 عندما غنت “Paparazzi”.

ولعل أصدق ما قيل قي وصف ليدي غاغا وغرابتها هو ما قاله الممثل والكاتب الأميركي كريس روك: “هي ليدي غاغا! ليست ليدي حسن السلوك. هل تريدون سلوكاً جيداً من شخص اسمه غاغا؟ هل هذا ما تتوقعونه؟”

التعليقات