نصف قرن على 13 نيسان.. لم ينجُ أحدٌ من اللعنة!!

كتبت: حنان فضل الله

الصورة للمخرج  Garabet Tahmajian

هل فعلاً يصحُّ السؤال: “كيف مرّت الأيام” وصار عمر الحرب اللبنانية 50 سنة؟!

خمسون عاماً؟!

نصف قرن؟؟ ياه!! يا لها من حَقَبة!!

والحرب “تُشَبْشِبُ” نفسها بين الحين والآخر، وكأنها تذكّرنا أنها لا تزال قادرة على الفتك بنا.. فنفتك ببعضنا البعض.

منّا من يذكر القلق الأول الذي عاشه حين استمع صغيراً إلى نبرة صوت أهله وهم يقرأون في “خبر البوسطة”وتداعياته، لم تكن الكلمة (تداعايات) دارجة في تلك الفترة.. كان يكفي أن ترى ما خلف العيون لتعرف أن الآتي كان فظيعاً!! ولم يتوقف عن كونه كذلك.. منذ خمسين سنة!!

خمسون سنة؟

مَن منا لا ينسى كيف تسلّل الى وعيه ولا وعيه سؤال “أنا مسلم أو مسيحي”، ثم إلى الآخر/ الأخرى: “هل هو مسلم (ة) أو مسيحي (ة).. فضولٌ تحوّل إلى تهمة!! ثم تناسل الى المذهبة سني شيعي درزي ثم تفصيل التفصيل المذهبة إلى الـ 17 طائفة ومذهب وفصيل!!

فرقُ دين ثم منطقة فطائفة ثم حارة فزاروب ثم حيّ فشقة.. كرّسته الحرب بقبح عميق ومقيت وحقيقي؟ ومن وقتها و”سوسة” السؤال تنخر..

من قال إن الخمسين سنة مرت بسهولة..

هي نصف قرن من عمر كلّ منا..

من بلغ هذا الحدّ أو تجاوزه ومن ينتظره و.. ما بدّلنا تبديلاً..

مَن منا لا يذكر كم مرّة بكى بيته وأشياءه البسيطة العزيزة التي غادرها مكرهاً، حين هرّبه أهله من هجمة “ولاد الضيعة التانية”؟! ثم عاد ثم هرب ثم عاد ثم تهجّر ثم عاد فاقداً بعضاً من قلبه وتوازنه مزروعاً بالقلق..

من قال إن شيئاً يكمِّلنا؟

ناقصون نحن منذ ذلك التاريخ..

ذاكرة حروبنا- والمعارك بينها- تصحو كل سنة، في مثل هذا التاريخ.. لا شيء يُنسينا تفاصيلَها.. فقد وُلِدت من رحمها فتنةٌ “حربوقة” تتلاعب بنا حين تشاء ونشاء أو يشاء الآخرون.. ثم “تعمل حالها نايمة”.. تستيقظ غبّ الطلب!!

من منا ينسى كل تفصيل في يوميات الملاجىء والاختباء عند مداخل البنايات من قناص هو أخونا في الوطن (اسمه اليوم شريك) أو من هبّة متحاربين؟

من منا يذكر نشرة أخبار واحدة ثم اثنتين ثم.. كلٌّ فتح على حسابه إلى أن فلت الملقُّ الإعلامي عن بكرة أبيه.. وصارت دكاكين الميديا على قفا من ينشر ويبث ويبخّ ويشيل ويتلقى..

من يذكر.. من لا ينسى.. من لا يذكر.. من ينسى؟

13 نيسان انتهت.. ولم ننته نحن، ولا الحروب انتهت.. أعمارنا عشناها ونحتفي بنجاتنا في كل يوم من حروبنا وحروب الآخرين عندنا وبنا وعلينا ولكن..

هل نجونا من لعنتها؟

التعليقات