المخرج، الممثل والنقابي أسامة شعبان: نحو مرسوم جمهوري يحمي الممثل، والدراما اللبنانية “ضربة عالحافر ضربة عالمسمار”!!

حنان فضل الله

لا أعرف لماذا تصدّر بالي سؤال “لمَ نقابتان” حين اتفقت مع المخرج والممثل والنقابي على موعد للقاء صحفي معه.. فعلاً لا أعرف.. علماً أن النقابة “الثانية” هي مرخصة وموجودة منذ سنوات، وتضم كبار الأسماء وصغارها.. وما بين بين..

ربما لأنها تكاملت مع زمن تكرّست فيه الانقسامات؟ لا أعرف.. أقول ربما..

إذن في مبنى نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون، النقابة الأم، كان اللقاء مع الصديق العتيق أسامة شعبان.. الذي أعرفه شخصياً من ايام كانت فيها زينة صديقة نحول نجمة الكرتون.. وكان ما يوصف بالزمن الجميل..

المهم.. في مكتبه في النقابة كان اللقاء واستعادةٌ لبعض من نوستالجيا الماضي الحلو.. والسؤال الوارد أعلاه، الذي قاد إلى الدراما والإنتاج، الى الطموحات وما يحزّ في القلب.. وإلى أهم المشاريع التي تشتغل عليها النقابة وما يعمل عليه أسامة شعبان شخصياً:

لمَ نقابتان؟

نحن نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون النقابة الأساسية وأنشئت 1948 وكانت أول نقابة ليس في لبنان فقط بل في العالم العربي كله. في أول التسعينيات- وحسب علمي- فإن لائحة الفنان (الراحل) ميشال تابت في حينه نجحت بينما لم توفّق اللائحة الأخرى التي شكلها الفنان إحسان صادق.. فجمع أصحاب تلك اللائحة بعضهم البعض و”عملوا نقابة” واسموها نقابة الفنانين المحترفين، وتمكنوا من الحصول على رخصة حسب الوساطات التي كانت قائمة. نحن نقابة تخصصية. لكن، لا أعرف، على علمي وحسب قانون العمل، كيف يمكن أن تضم نقابة واحدة طرفي نقيض؟ أي المنتج وهو رب العمل والممثل وهو عامل، لا يجوز ذلك بل هو ممنوع..

قانونياً هذا خطأ؟

طبعاً.. لكن أليس هذا مثل كل شيء في البلد؟

ماذا يعني ذلك؟ أليس واقعاً سيئاً؟

تماماً.. وكذلك الفوضى التي عمّت.. دعيني أشبّه بما يلي: كهرباء وموتورات، أصحاب محطات دشّ وهم قانونياً “مجموعة حرامية”، يستغلون الناس ومقرصنون.

أما من حلّ لتوحيد النقابتين؟

الوضع قائم على سبيل الأمر الواقع، طالما هم لديهم رخصة ونحن لدينا رخصة، والأكثر من ذلك، حين أنشىء صندوق التعاضد، نحن إياهم موجودون في الصندوق. نحن كنقابة حتى لو وقّع ممثل من عندهم في مشكلة ولجأ إلينا، نحاول مساعدته. وللمناسبة، نحن كمجلس منتخب هذا العام، نحاول التطوير شكلاً ومضموناً.

كيف؟

قريباً ذاهبون إلى جمعية عمومية، لإقرار النظام الداخلي الجديد.

تطوير في الشكل والمضمون..

وأيضاً؟

نعمل على تفعيل الـ website الخاص بالنقابة وإضافة الـ mobile application، سنوسّعه لدرجة كبيرة ويستفيد منه ليس فقط أعضاء النقابة المنتسبون وسيكون بإمكان أي ممثل إضافة profile له. هو نوع من الدليل التفصيلي الذي يتضمن خانات خاصة بالسينما والمسرح والأفلام والمسلسلات.

أعرفك من زمان أسامة، مخرجاً، مهندساً للصوت وتقنياً ما الذي أتى بك الى العالم النقابي، الذي تحكمه ربما البيروقراطية..

لا بيروقراطية، عملنا تطوعي 100%، من دون مقابل.. صراحة، لم أكن أفكر يوماً بهذا الموضوع، في العام 2005، مع انتخابات النقابة، اتصل بي الصديق الفنان سعد حمدان وأخبرني عن تشكيل لائحة، وطلب مني الانضمام، وحين سألته عمّن تضمّ قال لي الأسماء، فوجدت أن كلهم أصدقاء..عبيدو باشا، كارمن لبس وآخرون، ترشّحت كي أتعرّف على العمل النقابي عن قرب، ولكي لأرى ما الذي يمكن عمله. لائحتنا التي ضمّت 12 عضواً فازت بالكامل. بعد شهر تقريباً، توفي الفنان الكبير إيلي صنيفر، واتصل بي صحافيون ليسألوا عن أرشيف له، ولم نجد سوى إخراج قيد خاص به فقط. من هنا جاءت فكرة الموقع الالكتروني إلا أننا اصطدمنا بعقبة أساسية وهي عدم وجود مكننة..

ماذا فعلتم؟

مؤسسة مخزومي قدّمت أجهزة الكومبيوتر مشكورة وركّبتهم أيضاً وبدأنا العمل على الداتا. في ذلك الوقت، لم أكن أعرف كيف أشغّل الكومبيوتر، لكن هوسي بالتقنيات ساعدني، سُلّمت المهمة.. ومن وجود اسم الممثل ورقم هاتفه فقط ودرجته أضفنا الـ search  حسب المواصفات الطول العمر، لون البشرة الوزن.. الذي يعرّف بالممثل أكثر.

جميل جداً؟

طبعاً، مواصفات تناسب “كاركتير” معين حسب طلب المخرج أو المنتج. وسيلة إعلام تخدم الممثل عند المخرج أو الجهة المنتجة.

وكأنه تعذبتم “على الفاضي”.. بشرفك، مَنْ يعمل بهذه الطريقة الحرفية اليوم؟ أين الدقة في اختيارات الممثلين، بعيداً عن الوساطة والشللية و.. أصلاً هل يحصل كاستينغ لاختيار الممثل المناسب للدور المناسب؟

“مش صحيح”.. هذه الطريفة تفعّل وتفعّل أكثر على الصعيد غير اللبناني. أنا واحد من الأشخاص الذين يتم الاتصال بهم للمشاركة في دور مع النجم عادل إمام في مسلسل “فرقة ناجي عطالله”، دخلوا الى الموقع واختاروا حسب المواصفات التي تناسب النص.

هذا كلام يكبر القلب ومحترف، و”عقبال عنا”.. طيب “هيك هيك سيرة وانفتحت”، كيف ترى الدراما المحلية كخبير وابن مهنة ونقابي؟

الدراما اللبنانية “ضربة عالحافر ضربة عالمسمار”، هناك أعمال متميّزة وأعتقد أن السبب يعود إلى جهد مشكور تبذله شركتا إنتاج: جمال سنان والصبّاح اللذين يعملان كمحترفين، ينتجان بسخاء ويعطيان الممثل حقّه وفوراً. إضافة طبعاً إلى مركز بيروت, هذه المؤسسات الإنتاجية هي مؤسسات مرتبة.

بالمقابل..

بالمقابل هناك شركات إنتاجية، حين ترين إنتاجاتها تقولين: “حرام المصاري اللي راحت على هالمسلسل”..

أي مسلسل؟

مسلسل درامي يعالج قصة اجتماعية، لن أقول اسمه،  بالنسبة لي كلما شاهدته كنت أضحك.. لجهة السيناريو والإخراج والتصوير والتمثيل.. ولكن أقول “منيح اللي عم يصير فيه إنتاج”..

السنيورة؟!! أعوذ بالله!!

استكمالاً لما كنا نحكيه عن وصولك الى العمل النقابي واستطردنا.. تشغل اليوم موقع أمين صندوق النقابة..

نعم.. وهو عالم الحسابات الذي لا علاقة لي به.. مع الشغل التقني عالكومبيوتر “انعمل نظام” لا زال قائماً حتى اليوم، كنت ولا زلت دقيقاً للغاية، لدرجة أننا مرة أجلنا الجمعية العمومية 3 أيام بسبب 250 ليرة لبنانية زيادة على الصندوق. لدرجة أن أنطوان كرباج قال لي “يا خيي خدا انت”.. قلت له مش مهم من يأخذها أنت أو أنا.. لكن من أين جاءت؟

وبعدين؟

(يضحك) طلعت زيادة في فواتيرالكهرباء حيث لا يزالون يقرّشون.. وطلع عليّ الصيت.. حتى أنهم أعطوني لقب السنيورة.

السنيورة؟ يا لطيف.. يا ساتر.. وسوف أسجّل استنكاراً سجل استنكار شديد اللهجة على التشبيه “ليه سنيورة والعياذ بالله”؟ (وضحكنا كثيراً وجداً)

في مسألة أنني “بحب اقبض ما ادفع”..

يا ساتر.. طيب لنتحدّث عن أسامة الممثل والمخرج، ماذا أنجزت وما هي أحلامك؟

انطلقت من المسرح وأخذ العمل التلفزيوني حصة كبيرة من وقتي، منذ تلفزيون المشرق حيث كنت أعمل في برامج عدة معاً ومن بعدها الى تلفزيون لبنان حوالي السبع سنوات، 2005- 2013. ثم سافرت الى السعودية لأعمل في المجال نفسه. عملت في كل شيء، الدراما، التوك شو، الوثائقي إضافة الى المباشر.. وتبقى السينما حلمي.. نحن حين نحكي “إنتاج” فإننا نتحدّث عن المسلسلات، أما السينمائي فيبدو أنه بات يتطلّب علاقات دولية.. شراكة فرنسية إيطالية ألمانية.. السينما؟ “هاي حازّة بقلبي”.

(الصورة لأسامة مع الأستاذ عبيدو باشا/ إيام الخيام)

لعلك لستَ وحدك في “الحزّة” إذا قد يشاركك بها كثيرون من أصحاب الطموح نحو السينما.. كتّاب، ممثلون، مخرجون..

لأن شغل السينما مختلف.. وهي لا تزال صناعة. لكن للأسف.. ما يجري اليوم مؤسف جداً، لنأخذ التصوير مثالاً الحال مؤسف.. تعرفين؟ التصوير كان أفضل قبلاً، قبل ثورة الكومبيوتر. الجدد الذي يعتمدون على تصوير “كيف ما كان” ثم يجرون التعديل و”التزبيط” بواسطة الفوتوشوب أو أيّ برامج أخرى، لم يعد هناك حرفية عالية.

صارت الحرفية في مكان آخر..

“إيه”.. قد يتمّ التصوير بالموبايل ومن دون تركيب إضاءة مناسبة، ثم يجري تصحيح كل شيء على الكومبيوتر؟ على ايامنا، كان العمل مختلفاً حين كنت مهندساً للصوت، و”أمنتج” على “البكرة” إذا ما فيه دينة موسيقية حساسة مرهفة وتعرف أين “القصّ” الذي لا يتمّ إلا مرة واحدة.. فالغلط ممنوع. لازم “دَيْنة موسيقية حساسة بيعرف قديه مستوى الصوت” كل القصص مفقودة اليوم.

سأخبرك عن شهادة أعتز بها من زياد الرحباني. كنا نعدّ لمسرحية مع فايق حميصي، أخذنا موسيقاها كلها من عند زياد الرحباني، زياد أعطانا إياها على شريط كاسيت، كي نتمرّن وقال حين تعرضون تأتون إليّ وتأخذون الأصلية، وهو يهتمّ للنوعية،  تكون نظيفة وقت العرض. الموسيقى كانت مدتها دقيقة، والمشهد الذي نشتغل عليه طلع دقيقة ونص، و”كيف بدي طوّل الموسيقى قال لي فايق منعيدا قلتلو لاء اشتغل عليها”.

موسيقى لزياد تشتغل عليها؟

نعم.. نسخت من الكاسيت على “ريل” مرتين وجلست لأسمعها شي 20 مرة، حتى تمكّنت من التقاط “وين ممكن قص ومنتج تا تصير دقيقة ونص، وتضل قطعة موسيقية وحدة”.

جرأة منك..

“قصيت واشتغلت وكملنا تمارين وقت رحنا عند زياد وعم يعطينا الأصل وصلنا على المقطع قال فايق لزياد طلعت الموسيقى قصيرة وأسامة اشتغل عليها، سألني زياد منتجتا؟ قلت ايه.. سمعها مرات عدة حتى لقط وين فتت”.. نظر إليّ ثم قال بلغته: “يا ابن الحرام مش مطيّر ربع مازورة”؟ تعرفين زياد دقيق وصعب وهكذا كان “لم يشتغل ورايي”. قصدت من هذا الحديث من يريد العمل الإحساس والإتقان والمتابعة. ونعود إلى حيث كنا عن عمل التلفزيون، تشعرين اليوم أن الصورة مبهرة، لجهة النوعية والتقنيات المستخدمة..لكن الإضاءة غلط مثلاً..

صحيح، دائماً.. ناقص غلوة..

ممثلان في مشهد تمثيلي.. والشباك على اليمين، “والضوّ جاية من اليمين ومن الشمال.. كيف هاي”؟

والعمل يُعرض ويحقق “رايتنغ”..

لا أصدّق الرايتنغ. صار مفضوحاً وهو خديعة حقيقية.الحكم الحقيقي للجمهور. حالياً يعرض مسلسلان هما “كارما” “ثورة الفلاحين”.. ربما 10% يتحدثون عن كارما، والـ 90% الباقين عن ثورة الفلاحين. الفرق واضح بين العملين.

إبهار الصورة ربما؟

وأداء الممثلين رائع، أبصُم للجميع.. لكن ثمة ملاحظات على الأزياء، القصة، و”الحب اللي من فوق لتحت ومن تحت لفوق”. وعلى رغم بعض “الديفويات” إلا أن الناس “مبسوطين” فيه.

إبهار التركي

رأيت بعض المشاهد وكأن جوّه يشبه سلاطين الأعمال التركية..

البعض يحسبون على العمل تقليده لـ “حريم السلطان” كنقطة سلبية.

ألا توافق؟

بالنسبة لي هي نقطة إيجابية أن نتمكّن من الوصول الى إنتاج يوازي حريم السلطان حتى لو كانت القصة مقلّدة.. “بيكون ممتاز”.

قد يتساءل البعض أنه ألهذه الدرجة وصل الإفلاس الفكري ليتمّ تقليد التركي؟ من قلّة القصص في مجتمعنا؟

بهدف العمل السريع، الكل بات يأتي على عجل بمسلسلات من المكسيكي إلى التركي إلى الهندي وغيرها، ويبدّل قليلاً حتى في التعامل مع اللقطات.. تصوّري أنه بالصدفة قد تكونين شاهدتِ مسلسلاً هندياً فترين معالجة اللقطة بالطريقة ذاتها في أحد الأعمال المحلية.. “ما بقا عنا محمد شامل” الذي قدّم شوشو وابتكر “كاراكتيرات” تميّزت ونجحت مثل الدروندي وبلبل وغيرهما، كذلك صلاح تيزاني- أبو سليم الذي ابتكر شخصيات فهمان وأسعد وغيرهما..

لماذا برأيك؟

أنهم كلهم باتوا يشتغلون على أساس copy/ paste، سرعة وبيع، ورغبة بالإنتاج على هذين الأساسين.

إضافة الى مبدأ “الشللية” في الوسط “الدرامي” أسماء تتكرر مع هذا المنتج أو ذاك المخرج..

حتى المحطات تتدخل.. شركة إنتاج قد تفرض ممثلين، والمحطة تطلب “جبلي هالممثلين بشتري منك”!!

أين الصح؟

أن تشاهد الحقة الـpilote بغض النظر عن كل ما يسيء الى الدراما والانتاج.. بل العمل الدرامي المناسب والصحيح تشتريها وتعرضها.. لذا نرى أسماء تتكرر في كثيرمن الأعمال سوريون ولبنانيون..

وهناك أشكال تتكرّر “ما تواخذني” غير مقنعة.. التجميل والنفخ والتاتواج، تحايل على العمر… تحن الى التمثيل؟

أحن الى المسرح. كنا نعدّ لعمل مسرحي لكن حصلت تأخيرات. أنا كما وصفني مخرج مصري: عطشان للمسرح.

“مبين عليك”..

“على المسرح أنا واحد تاني”… ثم أين المسرح اليوم؟

“فيه”..

شو فيه؟

أقصد هناك عروض..

“انو إذا ما جبت 10 سبونسر ما بتعمل مسرحية؟”

باختصار غير راضٍ!!

مستوى مفقود. أين “أيام الخيام”؟ عُرضت في الخارج أكثر من لبنان، مهرجانات بالعشرات وجوائز أولى.. كلنا كنا جدداً، ولم يكن أحد منا نجماً من رفيق علي أحمد وجرّ. كان شغل وإخراج وأداء والجمهور كان من كافة الشرائح الاجتماعية، عمال فلاحون مثقفون..

جورج خباز عنده مسرح

جورج خباز لا شك عنده مسرحه، لكنه مختلف عن مدرستي. في الإيماء مثلاً مع فايق حميصي، اشتغلنا “شي 15 سنة” للكبار وللأطفال وكان مَن يقول كيف يفهمون مسرحاً دون حكي؟ كان الضحك والتفاعل غير مسبوقين..

الإيماء لغة عالمية..

كان هناك همُّ إيجاد شكل مسرحي خاص له هوية لبنانية، “فرقة الحكواتي كان هيدا همها”. فايق حميصي فتش عن هوية لبنانية للإيماء، كما لكل من المسرح الإيمائي الفرنسي، الإيطالي، الألماني هوية خاصة.. في أحد العروض كان فيه 70% من المشاهد “ايدين بس”. هذه هي الهوية اللبنانية للمسرح الإيمائي خارج التقليد و”اللي ما حدا عملا”.

النقابة والثقافة.. أسامة وميّ

قد تُنَصّب د. مي شدياق مزيرة للثقافة، ووزارة الثقافة وصية على النقابة.. هل يمكن لهذه العلاقة أن تركب؟

(يفكر وأصارحه بأنني سأكتب أن لحظة صمت سادت وطابت وبأنه يفكر بالجواب)..

“ما فيي صرّح برأيي”..

“على أساس ما بتعود تطيق شي اسمو صراحة”؟

لا.. يمكن المرا تعمل شي.. أنا قد لا أحبها على الصعيد الشخصي أو لا أتفق مع نهجها السياسي إلا أنها يمكن أن تفيدنا أكثر من الوزير الحالي. وللمناسبة أعترف بثلاثة وزراء ثقافة واذكرهم مع حفظ الألقاب: غسان سلامة الذي اخترع قانون تنظيم المهن الفنية وتمام سلام الذي أقرّ على ايامه قانون تنظيم المهن الفنية وجبران عريجي الذي فعّل صندوق التعاضد. هؤلاء قدموا للفن والثقافة في لبنان. أما غطاس خوري مع احترامي له فـ “ما عمل شي”.

كلام جميل.. ومي شدياق؟

إذا جاءت وزيرة للثقافة فإنني أحكم مسبقاً عليها، بل أنتظر لأرى ما الذي ستنجزه، أشهد لها حسب إنجازانها. وإذا كنت لا اتفق معها أو مع القوات اللبنانية بحكم الحرب وما كان، إلا أن هذا لا يمنع من أن أشهد لوزير مثل وزير الإعلام القواتي ملحم رياشي الذي أحترم عمله، أو لوزير الصحة القواتي أيضاً غسان حاصباني.

بمعنى..

موقفي السياسي لا أضعه معياراً لرأيي في المهني. “قدرت الست مي تدفش الوضع الفني والثقافي للأمام منقول شكراً وننسى”..

تحدّثت قبل قليل عن تسعيرتك النقابية.. ألهذه الدرجة يمكن لنقابتكم أن تحمي حق الممثل؟

أنا معروف كممثل من خلال أعمال معينة، إلا لأني أعمل بهذا الشرط. وأذكر حين كان ميشال تابت نقيباً كنا في تلفزيون المشرق نعمل على برنامج “عفواً”.. وكنت ممثلاً مصنّفاً درجة ثانية B تعرّفت عليه، كما أنني كنت طالب معهد وتخرجت واشتغلت ومثلت معه. أعجبه تمثيلي.. إضافة إلى أنني كنت مدير انتاج أعطي الممثل حقه يعني ألتزم بالتسعيرة. عرض عليّ صيغة التعاقد حرّ، لكنني رفضت وقلت “إذا بدك ترفعني بدي درجة أولى A.

ما هو التعاقد الحرّ؟

حدّ أدنى قابل للتفاوض. على فكرة “أنا مش كل هالقد تمثيل تلفزيون وحتى ما وجّع راسي أقول هذه تسعيرتي”.

ماذا تريد أن تقول؟

هناك ممثلون يكسرون السعر ليعملوا والموضة السائدة اليوم هي الـ package.. مبلغ معين على كامل مشاركتهم بالعمل.. لا التزام بالتسعيرة النقابية..

في الدليل فئة A 500 $ ولو؟! أليس المبلغ قليلاً ومضحكاً؟

لا.. المقصود به أنه ممنوع يقبض أقل من 500$ كحدّ أدنى..

طيب.. عرفت أن نجمة شابة صاعدة من أهم مواهبها أنها صديقة المنتج الشخصية رغم افتقارها إلى موهبة التمثيل أو الوقوف أمام الكاميرا.. تدلّلت كثيراً في أحد المسلسلات بينما أعرف النجوم تبهدلوا..

(يضحك) “ايه هاي الواسطة”!!

لماذا يُعامل الممثل السوري أو العربي عموماً أفضل من اللبناني؟

هذه من المشاكل التي نعمل على مرسوم يصدر فيها..

مرسوم؟

مرسوم عن علاقة المنتج بالممثل..

أوووه.. هذا وعد وكلام كبير.. مرسوم جمهوري؟

ايه نعم وسيتخذ صفة قانون “كونترا ملزم” متل الشيك المؤخر.

هذه بشرى..

نحن نعمل عليه نضال وقطعنا مراحل “منيحة”..

تحمي حقوق الممثلين حقاً وهم فعلاً يستحقون معاملة أفضل..

“مش بس هيك.. بل أبسط من هيك” أن يأتي منتج بمسلسل وربما لما بعد 4 سنوات كي يعطي الممثل كامل حقه..  “بيكون العمل انعرض وانعاد كمان”..

مرةً سمعت مقابلة مع أحد المنتجين قال فيها: “انا بقعّد ممثّل بالبيت وأنا بشغّلو”.. كان كلامه فوقياً ومؤلماً وجارحاً..

مع الأسف.. وهناك من يصرّ على الذهاب إليه وتوقيع العقود معه!!

حجتهم أنهم يسعون وراء لقمة العيش..

“يا ريت.. فيه ناس بدن يبيّنوا طلعونا عالشاشة عا شوي يمكن يدفعوا تا يطلعوا”..

للأسف

“وهاي بدنا نلغيها”..

سوف تعملون على حماية المنتسبين لكم؟ أو الأمر يشمل الجميع؟

المنتسبون لنا ومن يلجأ إلينا. ونشتغل على أساس أن لا يعمل أحد من دون عقد واضح.

نحن والـ youtube و.. عيب؟

وأخيراً..

عيب على الدولة أن تسن قانوناً ولا تطبّقه..

متل..

دفتر الشروط الذي على أساسه استحصلت المحطات على رخص.. يتضمّن عدد ساعات معين للتوك شو، الدراما، المنوعات.. ليتهم يطبقونه رغم أنه غير كافٍ. شخصياً، أجريت دراسة عليه.. لنفترض أن كل محطة تلفزيونية تنتج 30 حلقة دراما في السنة.. على ايام الوزير طارق متري حين كان وزيراً للإعلام ومؤخراً طرحناه على الوزير الحالي ملحم رياشي وقلنا لا نربد أن تزيدوا الساعات لكن المحطات السبع المرخّصة لِمَ لا تنتج كل منها مسلسلاً.. ما يساوي 210 حلقات. أضيفي إلى ذلك، يفترض بكل محطة شهرياً أن تعرض مسرحية مصورة، كل محطة تعرض في السنة 12 مسرحية مصورة ما يعادل 84 مسرحية.. طيب هل أن 84 مسرحية “عم تنلعب بلبنان بكل السنة”؟  المعروض 4 أو 5 مسرحيات.

معنى ذلك؟

أنه إذا فرض القانون يصبح على التلفزيون لزاماً، إنتاج عمل مسرحي.. هذا يعني تشغيل دورة إنتاجية كاملة.. كل محطة يفترض أن تعرض في السنة “تيليفيلم” تاريخي، وفي معادلة بسيطة= 7 أفلام تاريخية= تشغيل قطاعات عدة، ملابس، ديكورات، موسيقى، هذا عدا عن الممثلين والتقنيين.

من باب أولى إقامة مدينة انتاج مثلاً..

هذا قانون موجود في دفتر الشروط ، من يطبّقه؟ لا أحد. وألفت هنا إلا أن إنتاج المسلسلات اليوم محصور في 3 محطات وهي الـ mtv ، الجديد والـ lbc.. بينما تلفزيون المستقبل كانوا أنتجوا 3 مسلسلات وتوقفوا.. و”يعطيكي العافية”..

 الله يعافيك ويديمك..

لو يتمّ تطبيق القانون الموجود، يكون إعطاء دفعة للأمام ويمكننا القول إنه ثمة دولة تراقب.

التعليقات