كَيفَ صَنَعَ الله الكون؟! بقلم المفكّر الباحث كمال مسعود (2)

في المقالة الثانية للباحث المفكّر كمال مسعود، عرضٌ لنظرية الفيض، من زاويته الفكرية البحثية الخاصة، التي غاص فيها وأطلقها مفكرون كباراً أسياد الفلسفة اليونانية مروراً بالعربية (أفلوطين، ابن سينا، الفارابي..) وغيرهم..

ما جديد الأستاذ مسعود؟ ما الأفكار الأساس التي قامت عليها نظريته؟

وخلاصة الكل إن أرادَ اللهُ لأمر أن يكون فهو يقول له: كن..

حرف عربي+

كبف صنع الله الكون؟ بقلم كمال مسعود

يتألف جسم الكون من أجسام كروية، تتحرك دائرياً على أفلاك وهمية، تحرّكُها طاقة أزلية أبدية جوهرية، بإستمرارية سرمدية، دائمة الفعل، محكمة النظام، ثابتة التنظيم.

هي طاقة الكون الإلهية المنبثقة من نواة الإبداع، أو الفيض.

نظرية الفيض:
قبل أن يكون شيء، كان جوهر الوجود المفيض البادع، الذي يسمى الله تعالى، أو الباري ، او الخالق، أو.. .

أولاً: أفاض الجوهر الأحد من نوره المطلق نوراً، فحدثت ولادة أول مولود، الذي سُمِيَ  ألعقل الكلي الفعّال. فحدثت الثنائية: المُفِيض والمُفَاض*  المُبدِع والمُبدَع *  الآب والإبن*

ثانياً: أفاض جوهر العقل من نوره نوراً، فحدثت البدعة الثانية التي سُميت النفس الكلية الفلكية

ثالثاً: أفاض جوهر النفس من نوره، نوراً، فحدثت البدعة الثالثة التي سُميت بحر الهيولى الأولى، أي بحر الروح.
هكذا تم انبثاق الثالوث الجوهري، المُفاض من أحدية الجوهر الأصل المُفيض. وهذا يوضِّح حقيقة معنى البسملة المسيحية: بسم الآب والإبن والروح القدس، ثلاثة أقانيم.. إله واحد.

أما الصليب الخشبة والعذاب والفداء، هي رموز الجهاد في سبيل الله ، والخلاص، بالخروج من ظلمات الجهل والارتقاء إلى واحة أضواء الحقيقة الجوهرية.

بهذا الوصف لنظرية تسلسل الفيض شعرنا باللطافة والسلاسة، ولكن الحقيقة غير.
إن اللطافة والهدوء والسكون هي طبائع ضوء المبدع الأحد جلّ وعلا. ولم تحدث الثنائية بدون فعل وردة فعل ، وهنا يظهر عنصر القوة.
لم يحدث تسلسل الفيض كإضاءة شموع هادئة أو إضاءة مصابيح كهربائية بعيدة عن ضجيج محطة توليد الطاقة، بل حصلت بإنفجارات صاعقة أدت إلى حركات دائرية جبارة .
هكذا انوجدت طاقة نواة الكون الإلهية، أو ما يُسَمّى القدرة الإلهية- الجوهرية العاقلة.
قال افلاطون: الحقيقة ليست في الظواهر العابرة ولكن في الأفكار السابقة لوجود الكائن.

إذن.. إن فكرة الإبداع نشأت في مخيلة المُبدِع قبل حدوثها بالفعل.

فكَّرت أن المبدع جلَّ وعلا إخترع نواة من ثلاثة عناصر جوهرية، ثم وضعها على صفحة العدم وقال: كُن….
إنفجر جوهر العقل، فذهبت إشعاعاته الخضراء في أربعة إتجاهات، فرسمت صليب ضوء. دارت الحدود الأربعة، فرسمت فلك دائرة العقل الكلي حول مركز الفجر.

في الإنفجار الثاني، أفاضت حدود جوهر العقل أربعة إشعاعات حمراء. دارت حول فلك العقل فرسمت فلك النفس الكلية الفلكية.

في الإنفجار الثالث، أفاضت حدود جوهر النفس أربعة إشعاعات صفراء، دارت حول فلك النفس فرسمت فلك بحر الهيولى الأولى..

بهذا إنتهت عملية الإبداع الجوهري، لتبدأ عملية تكوين جسم الكون المادي المحسوس.

هكذا تخيلت مركز فجر نواة الكون الإلهية، تحيط به ثلاثة أفلاك وهمية، تدور عليها حدود الجواهر الإثني عشر.

التعليقات