مبدعو الإعلانات.. عقول محلية وروعات عالمية.. أين هم اليوم؟

كان- ولا يزال وأغلب الظنّ أنه سيبقى- من دواعي سرورنا- أن نعتقد بأن بعض ما نراه (ونستمتع به) من إعلانات تجارية على شاشاتنا هو من صنع “مخ” أجنبي مبدع، فإذا بنا نكتشف أنه من بنات أفكار مبدعينا ومبدعاتنا الموهوبين والموهوبات.

والإعلان هو “ضرورة” ترويجية تهدف إلى جذب المستهلك، عبر عرض مكثّف وموجّه، نحو سلعة دون سواها… هذا من الناحية التجارية…

أما من الناحية الفنية، فقد قطع الإعلان أشواطاً نحو الأمام لجهة الشروط التقنية وعناصر الإبهار اللازمة. نبقى عند الناحية الفنية وعناصر الجذب فيها: الفكرة الإبداعية المتوهّجة والجديدة والتي تفرض نفسها بعذوبة وبلا ادّعاء على المشاهد (المستهلك) … وإن تحققت هذه الشروط- العناصر، يكون الإعلان قد قدّم للمستهلك- عدا عن الخدمة الإيضاحية للسلعة المروّج لها- عملاً فنيّاً جميلاً حقق له المتعة والترفيه، وساهم في تنمية حسّه الجمالي.

اليوم، بالكاد.. بالكاد.. يلفتنا- كمشاهدين- إعلان ترويجي جذّاب (دعاية)، بالكاد، فالتحف الفنية الإعلانية قليلة جداً، إن لم يكن نادرة.. ومن النوادر الأكثر من مبهرة ورائعة، إعلان english cake الذي لم يعتمد إلا على جمالية الصورة وصدق المشاعر ونباهة الفكرة التي قصدت امرأة ورجلاً في خمر العمر.. يذوبان عشقاً غير مصرّح به.. ويجمعهما cake منزلي وبيدٍ خبيرة.

وللمناسبة، فإن وصف قلة وجود العمل الموصوف بالجميل النادر المتميز الرائع الملفت الناجح.. إلخ.. إلخ.. إلخ.. ينطبق على برامج، حوارات، مسلسلات.. ليس من باب “الانتماء إلى جماعة الحاقدين، أعداء النجاح) لا والله.. بل لأن واقع الحال “المحضور” يقول ذلك.. وبقوة.

في مراحل تلفزيونية سابقة، لمعت إعلانات ترويجية، تناسب تقنيات تلك المرحلة.. تبيّن أنها “محلية”.. فكرة جميلة ينفذها أشخاص متميزون، يملكون “الشغف” الكامل الذي يوصل إلا النجاح.. ووصلوا..

من “التحف الإعلانية” المحليّة، شريط إعلاني خاص بأقمشة “ورده”.. من يذكره، وإعلان “dewars” بتنويعاته، وخصوصاً ذلك الذي وظفت فيه بذكاء شديد أغنية “يا حبيبي تعالى الحقني شوف اللي جرى لي”، وفاز بإحدى جوائز “الفينيق”، أو إعلان سليب كومفورت مع “بطله” السمين الظريف الذي يتلذّذ بالإحساس بالكسل والنعاس فيسحبانه إلى عالمه (الفرشة) ويمشي إليه مشية “تشتهي” النوم… (هذان الشريطان فازا بجوائز الفينيق خلال احتفال ضخم بثّته المؤسّسة اللبنانية للإرسال) كذلك شريط “إكزوتيكا” الذي ربما اقتبست فكرته من فيلم “كابتن هوك” وبالتحديد من دور الساحرة الصغيرة “جيني”، (جوليا روبرتس في الفيلم) التي تنتقل بظرفها وعصاها السحرية الحدائق خضرة وألوان الربيع.

ذكرتُ الاحتفال الضخم؟! صح.. أين المهرجانات الضخمة التي تشجّع على اجتراح أعجوبات إعلانية رائعة؟ تبتكرها وتنفّذها أدمغة محليّة مبدعة، من حق مبدعيها- أدبيّاً ومعنويّاً على الأقل- أن تُذكر أسماؤهم على على الملأ، مع توضيح ما ساهم به كل منهم لإنجاح الإعلان، سواء كان صاحب الفكرة، أو أحد منفّذيها، وكذلكمنتجيها ومموليها، خصوصاً عندما يصل الإعلان- كحالة جمالية وفنية- إلى الجائزة- بمعنى أنه الأفضل؟!! ولا بأس إن اقترحنا، تخصيص مساحة من امتنان وتشجيع لأولئك الفنانين المبدعين.

الصور: من إعلان لأقمشة وردة ومن موقع “وردة” الرائعة على الانترنت، ومن إعلان english cake على يوتيوب.

التعليقات