بين سلمان رشدي وهادي مطر.. فَلَتان رأي أم حرية رأي؟

الصورة أعلاه للمخرج Garabet Tahmajian 

كتبت: حنان فضل الله

في بلادنا، لا يمكن فهم مفهوم الحرية.. إنه فضفاض لدرجة مذهلة.. “قضية” سلمان رشدي نموذجاً لا حصراً.. 

ففي وقت يتفق الجميع فيه على أن حرية المرء تقف (بل يجب أن تقف) عند حدود حرية الآخر- على ما نُسب للمشرّع مونتيسكيو- “خبصت” القصص عندنا، بعضها بالبعض الآخر، لدرجة ان الحرية العظيمة صارت مجرد وجهة نظر..

مثلاً: حرية اعتبار سلمان رشدي مستحقاً للقتل وفتوى إهدار دمه مُحقة.. رغم قِدمها لربع قرن مضى وأكثر..

حرية اعتبار طاعِنِه هادي مطر معتدٍ ومجرم.. أو اعتباره برىء، مدفوع أو مضلّل..جرية اعتبار سلمان رشدي فالت الأفكار لدرجة إهانة رسول أمة لا إله إلاّ الله التي تفوق الميار و900 ألف نسمة من بنى آدم وحواء..

حرية أن تتخذ موقفاً معارضاً لأفكار رشدي أفندي حتى لو لم تكن اطلعت على كتابه “آيات شيطانية”..

وعلى هذاالمنوال يمكن أن تفترض مواقف حرة ولا تنتهي.. 

من يهين حرّ، ومن يرفض الإهانة حرّ، ومن يتقبّل الإهانة حرّ أيضاً.. من يبرّر حرّ ومن يتفلسف حرّ، ومن يحزّ بأفكاره ويتكسّب منها قبل الطعن وبعده حرّ أيضاً، حتى الناشر حرّ في إعادة طباعة آلاف.. عشرات الآلاف من النسخ حرّ أيضاً.. ثم هناك من هو حرّ أن يقول إن الجاني لبناني، وحرّ أن يصرّ أنه أميركاني، وهناك حتى من هو حرّ في أن يعتبره مدفوعاً من طرف ما أو متواطئاً مع الشرطة!!

لكن.. ودوماً هناك لكن.. ترى.. إلى أي مدى أنت حرّ في أن تتجاوز حدود الآخر، وأن تمرمغ بكرامته الأرض؟

بالمقابل، إلى أي مدى ذاك الآخر حرّ في يمرمغ بالوحل قيمتك؟

تلك هي حدود المسألة.. 

التعليقات